رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير ألماني يكشف توتر العلاقات بين برلين وتل أبيب

ميركل ونتنياهو
ميركل ونتنياهو

بعد أن ظل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يتفاخر بالعلاقات المتينة بين تل أبيب وبرلين جاء تقرير الصحيفة الألمانية "دير شبيجل" ليظهر كعس ما حلو نتنياهو التظاهر به بل العكس أكد أن العلاقات بين الجانبين تقرتب من فوة صفيح ساخن.


وبين التقرير الذي نشر في الصحيفة الألمانية وتم تداوله في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هناك انتقادات واسعة داخل الحكومة الألمانية ضد السياسة الإسرائيلية مع الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة "هاآرتس" العبرية اليوم الأحد، "أن التصريح الذي أدلت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد التقائها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أسبوعين، ومفاده بأنها "تفهم لماذا يريد التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في موضوع المستوطنات، لم يحظ بالاهتمام إلا بعد نشر تقرير بهذا الخصوص في "دير شبيجل"، تحت عنوان "ازدياد التشكك في برلين بشأن الصداقة مع إسرائيل.

ويتناول التقرير انتقادات الحكومة الألمانية المتزايدة للسياسة الإسرائيلية، وأوضح أن ميركل ووزير الخارجية فرانك فولتر شتاينماير يشعران بالقلق لأن البناء في المستوطنات يجعل حل الدولتين غير ممكن، ويعتقدان أنه من دون هذا الحل ستتحول إسرائيل إلى دولة "إبرتهايد".

نبرة ميركل الحادة
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اعتبرت ما جاء في التقرير محاولة من ميركل تغليظ نبرتها ضد نتنياهو.

وجاء في التقرير أيضًا أنه لم تعد القيادة الألمانية مستعدة لدعم إسرائيل في كل ظرف، وسياسة الحكومة الإسرائيلية تجعل حل الدولتين مسألة مستحيلة، كما أنهم يشعرون بالقلق إزاء ما يعتبرونه محاولة من قبل نتنياهو لاستغلال صداقة ألمانيا، من أجل مصالحه.

وقال أحد كبار المسئولين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي عضو البرلمان الألماني رولف موتسنيتس، إن هناك مفهوما متزايدا في الحكومة الألمانية بأن نتنياهو يستغل صداقتنا لاحتياجاته الخاصة، موضحًا أنه إذا قامت وزارة الخارجية الألمانية أو مكتب المستشارة بإعادة النظر في منظومة العلاقات مع إسرائيل، فسيحظى ذلك بالترحيب".

حل الصراع
ورأت أن تصريح ميركل هذا يعتبر شديد الاستثناء، كونها حرصت في السنوات الأخيرة على التصريح بشكل علني بأن كل حل للصراع يجب أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وفي المقابل، صوتت ألمانيا عام 2011 إلى جانب مشروع القرار ضد المستوطنات في مجلس الأمن، ولكن الفيتو الأميركي منع المصادقة على القرار في حينه".

وأضافت أنه رغم أن ألمانيا ليست عضوا في مجلس الأمن حاليا، إلا أن موقف ميركل التي تعتبر أكبر صديقة لإسرائيل في أوروبا يمكن أن يؤثر جدا على دول أخرى في القارة، وفي العالم".

فقدان الأمل في نتنياهو
ونوه التقرير، إلى أن هناك دلائل على تغيير في توجه وزارة الخارجية في برلين بشأن المساعدة الدبلوماسية لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، موضحًا أنه عندما رغب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ28 بنشر بيان في يناير الماضي ينتقد المستوطنات، وتأثيرها السلبي على حل الدولتين، أجرى نتنياهو اتصالا مع شتاينماير، وطلب منه المساعدة على تليين نص البيان ولكن خلافا للسابق تجاهل شتاينماير توجه نتنياهو، ولم يتدخل في النص.

وأكد التقرير أن الكثير من المسئولين الألمان الذين يعتبرون داعمين كبارا لإسرائيل يغيرون من توجههم في ضوء سياسة حكومة نتنياهو، فمثلا السفير الألماني السابق لدى تل أبيب، إدرياس ميخاليس، الذي يشغل اليوم منصب المدير العام السياسي لوزارة الخارجية قال خلال نقاش داخلي بأنه يجب عدم التجاوب مع مختلف طلبات نتنياهو.

وتابع أن مكتب ميركل فقد الأمل بتحقيق تقدم في العملية السلمية، طالما تواجد نتنياهو في منصبه، وأنه لم يقتنع أحد في ديوان المستشارة بادعاء نتنياهو بأن وسم منتجات المستوطنات يعتبر مقاطعة لليهود، بل إن مستشار الأمن القومي الألماني، كريستوف هويسيجن، دعم سياسة الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن"

محاولة لتعكير العلاقات
وردًا على ذلك نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تصريحات مسئول إسرائيلي كبير حاول التقليل من أهمية التقرير وقال: إن محاولته لتعكير صفو العلاقات الوثيقة بين ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
الجريدة الرسمية