نور الشربيني تنتصر على «مهاويس فيس بوك»!
نور الشربيني.. فتاة مصرية حصلت مؤخرًا على لقب بطولة العالم للإسكواش لفردي السيدات بماليزيا، بعد تخطيها الإنجليزية لورا ماسارو المصنفة الأولى على العالم... خبر تم تداوله في وسائل الإعلام المصرية على مضض رغم أن هذا الإنجاز يعتبر الأول في تاريخ مصر.. ولم لا، فالإعلام المصري لم يعد يهتم إلا بالمشكلات والفضائح.
حتى إعلام فيس بوك المراهق، ركز على الخبر بشكل سريع من باب تأدية الواجب، مع التركيز على جمالها وليس قيمتها.. وربما يكون ذلك من باب الشعور بـ"الكسفة"، خاصة أن هذا الإعلام الافتراضي سبق وأن شن حملة شديدة على اللاعبة نفسها منذ شهرين تقريبًا، بسبب صور تم تداولها لها قبل سفرها لبطولة العالم للإسكواش بأمريكا.. فها هي نور الشربيني تنتصر على رواد العالم الافتراضي "فيس بوك" بل وتضع كل المسئولين في موقف محرج للغاية كونهم لا يدركون حتى الآن قيمة ما حققته هذه اللاعبة.
ما يؤلمني هو أن هذا الإنجاز لو تحقق في أي بلد آخر في العالم لكان التناول مختلفًا تمامًا، بل وهناك الكثير من الدول يتمنى أن يكون عنده نموذج من نور الشربيني.. أما في مصر فللأسف الشديد مثل هذا الإنجاز يمر مرور الكرام وكأننا أبطال العالم في هذه اللعبة من أيام الفراعنة.
أعتقد أن رد فعل هذا الإنجاز سيقتصر على حوار هنا أو حوار هناك ولقاء مع وزير الشباب والرياضة، ومكافأة مادية، ثم سيتناسى الجميع ما حدث، فنحن لا نرغب في إظهار الإنجازات بالشكل الذي يليق بها حتى لا يقال عنا "مطبلاتية".. بل نعشق الجري وراء الأزمات والمشكلات حتى يقال إننا إعلام حر يكشف السلبيات، كما نعشق الهرولة وراء الشتامين وقليلي الأدب لإبراز قلة أدبهم لمزيد من الإثارة والفضائح.
ما حدث من إنجاز حققته نور الشربيني يعتبر بمثابة صفعة قوية في وجه الإعلام المصري وفي صدر "مهاويس فيس بوك"، حيث أدمن هؤلاء جميعًا الجري وراء الفضائح والمشكلات والأزمات.
قد لا أكون من المهتمين بهذه اللعبة ولا أعرف جيدًا قواعدها ولكن هذا لم يمنعني من البحث والتنقيب عن صاحبة هذا الإنجاز لمعرفة ما لم أكن أعرفه.
تحية للفتاة المصرية نور الشربيني.. ولا عزاء لمن لا يدرك قيمة ما حققته من إنجاز تاريخي يحدث للمرة الأولى.