5 أسباب تمنع الجامعة العربية من إنقاذ «حلب».. التفاوض يشترط موافقة سوريا والتحرك يحتاج لموافقة أغلبية الأعضاء.. غياب القوة العربية المشتركة ضمن القائمة.. وتاريخ الجامعة أحد الأسباب!
في الوقت الذي اشتعلت فيه المعارك بين قوات الجيش السوري والجماعات المعارضة في حلب كان العرب جميعهم يطالبون بأن يكون هناك تدخل من الجامعة العربية لحل تلك الأزمة.
إدانة
لم تكن الجامعة غائبة عن تلك الإدانات فخرجت ببيان يدين فيه ما يحدث ومستنكرًا هجوم الجيش السوري على مدنيين لا يملكون سلاحًا، وبرغم ذلك البيان إلا أن الكثيرين عدوه خذلانًا من الجامعة التي اكتفت بالبيان.
ثمة أسباب أخرى تمنع الجامعة العربية من أن تقوم بدور أكبر، تلك الأسباب ممثلة في الجامعة نفسها كمبنى تم تأسيسه للتوفيق بين الهوية العربية والهوية الإسلامية لكنه لم يكن كيانا مؤسسا على طرق تمكنهم من اتخاذ القرارات.
وفي هذا التقرير ترصد «فيتو» الأسباب التي تمنع الجامعة من حسم الأمر في سوريا
1- التفاوض بين الدول
وفق نصوص إنشاء الجامعة العربية فإنها تملك الوساطة بين أطراف النزاع في سوريا ولكنها لا تملك أي آلية لفرض واقع بعينه ولم يتضمن ميثاق الجامعة وجود أي إجراءات لفرض حالة بعينها ضد أي جماعة أو دولة معتدية على غيرها وبالتالي فأقصى ما يمكن الوصول إليه في حالة سوريا هو فقط الوساطة دون أي جدوى.
2- التحكيم
إن أرادت جامعة الدول العربية أن تكون حكمًا بين الأذرع المتناحرة في سوريا سيكون مهمتها دون جدوى وذلك لأن ميثاق الجامعة أكد أن التحكيم هو نظام اختياري وليس في مقدور أي فرد أن يفرض تحكيمًا، الأمر الآخر الذي ينسف فكرة التحكيم من أساسها فلا توافق أي دولة أو جماعة أن تلجأ للتحكيم دون أن تضمن النتيجة وهو ما يعني أن الطرف الآخر لن يقبل.
3- الأغلبية
لكي يتم أي قرار في سوريا داخل أروقة الجامعة العربية فلابد أن يكون القرار بأغلبية وهو أمر صعب الحدوث وفق الكثير من المراقبين في الوقت الحالي، خاصة أن سوريا لديها بعض الدول التي تدعمها مثل العراق والجزائر، بجانب إمكانية بعض الدول الامتناع عن أي قرار مثل تونس وهو ما يشل حركة الجامعة إذ إن الدول الداعمة لخطوة مثل تلك هي دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى.
4- القوة العربية المشتركة
في 31 أغسطس 2015 أعلنت الجامعة العربية عن بروتوكول لإنشاء القوات العربية المشتركة على أن تكون أبرز مهامها التدخل العسكري السريع لمواجهة التحديات والتهديدات الإرهابية التي تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، بجانب المشاركة في عمليات حفظ السلم والأمن في الدول الأطراف لمنع نشوب النزاعات المسلحة.
ورغم أن تلك القوة سيكون لها دور فعال في حالة وجودها على أرض الواقع إلا أنها حتى الآن لم يعلن عن وجودها بشكل كامل.
5- الأزمات الماضية
إخفاقات الجامعة العربية في حل أزمات الوطن العربي بداية من حرب فلسطين ثم نكسة يونيو ووصولًا إلى احتلال العراق والمعارك التي نشبت بعد 2011 أصبح بمثابة عبء على الجامعة التي يشعر أعضاؤها أنهم غير قادرين على الحل ويشعر العرب أنها كذلك.