رئيس التحرير
عصام كامل

متظاهرون عراقيون يضعون نهاية لنظام بول بريمر.. مقتدى الصدر يتعهد بإسقاط الفساد.. عمليات بغداد تعلن حالة الطوارئ.. نقل العبادي والجبوري لمناطق آمنة.. وأنباء عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد

نائب وزير الخارجية
نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف

وضع اقتحام أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للمنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد نهاية للنظام الأمريكي بول بريمر الذي وضعه في 2003 لحكم العراق وفقا للمحاصصة الطائفية بعد الفشل الذريع لنموذج العام سام في تحول العراق إلى دولة ديمقراطية قوية ذات سيادة، مع احتلال تنظيم "داعش" لأكثر من ثلث العراق.


اقتحام المنطقة الخضراء:
فقد اقتحم المئات من أتباع رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر اليوم السبت، مبنى البرلمان العراقي من دون اعتراض القوات العراقية.

ونصب المتظاهرون خيام الاعتصام داخل البرلمان، في انتظار الخطوات المقبلة من قبل السياسيين العراقيين وخاصة مقتدى الصدر.

وكان رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر دعا، اليوم السبت، إلى انتفاضة شعبية كبرى ضد الفساد والفاسدين، مضيفًا: "ثورتنا ضد الفساد سلمية وتستمر سلمية إلى النهاية"، مؤكدًا أن أتباع الفساد لن يتورعوا عن قتل أي عراقي أو إثارة أي فتنة، معلقًا مشاركة حزبه بأي عمل سياسي.

إعلان الطوارئ:
وعقب اقتحام المنطقة الخضراء من قبل مؤيدي الزعيم الشيعي مقتندى الصدر، أعلنت قيادة عمليات بغداد، حالة "الطوارئ القصوى" في العاصمة العراقية وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن "قيادة عمليات بغداد أغلقت مداخل بغداد واتخذت إجراءات أمنية وفرضت حالة طوارئ في بغداد ".

وأوضحت أنه "تم تشديد الإجراءات الأمنية في محيط البنك المركزي العراقي والمصارف الكبرى وخاصة الرشيد والرافدين".

وذكرت تقارير إعلامية أنه تم تشكيل مفارز من القوات الأمنية وسريا السلام داخل وخارج الخضراء للسيطرة على الوضع الأمني.

فيما ذكرت تقارير عراقية أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة في الهواء لمنع المتظاهرين من عبور جسر قريب من مجمع السفارة الأمريكية.

نقل العبادي والجبوري:
كما أفادت تقارير إعلامية عراقية، اليوم السبت، أن رئيس الحكومة حيدر العبادي غادر مكتبه في المنطقة الخضراء إلى مكان آمن خارجها.

كما نقل الأمن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وأغلب عائلات المسؤلين العراقيين إلى خارج المنطقة الخضراء.
فيما دعا الرئيس العراقي، محمد فؤاد معصوم، اليوم السبت، المتظاهرين إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس، وذلك إثر اقتحامهم مجلس النواب في المنطقة الخضراء ببغداد.

نور المالكي:
فيما عد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، السبت، تسمية وزراء جدد بلا نصاب كامل وتحت التهديد باقتحام مجلس النواب بأنه "منعطف خطر" في مسيرة العملية السياسية، متسائلا "أي إصلاح هذا الذي يتم تحت تهديد السلاح".

وكتب المالكي تغريدة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تابعتها السومرية نيوز: أن "تسمية وزراء جدد بلا نصاب كامل، وتحت التهديد باقتحام مجلس النواب، منعطف خطر في مسيرة العملية السياسية، ويجب أن يتوقف عنده الجميع".

وأضاف المالكي، "أي إصلاح هذا الذي يتم تحت تهديد السلاح وبمنع نواب الشعب من دخول قاعة البرلمان للإدلاء بمواقفهم!".


سيناريوهات محتملة
من جانبه أكد وزير الدفاع العراقي الأسبق سلام الزوبعي، أن كل السيناريوهات متوقعة في العراق، لافتا إلى أن نظام ما بعد 2003 يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وحول حقيقة تشكيل مجلس عسكري لإدراة البلاد، قال الزوبعي، في تصريحات لـ"فيتو": إنه أمر وارد جدا وبقوة في ظل ما عاناه المواطنون والجيش العراقي خلال السنوات الماضية من تهميش وفساد، مضيفا أن كل السيناريوهات محتملة الحدوث في بغداد.

وأضاف وزير الدفاع العراقي الأسبق، أن الرافضين للنظام العراقي الحاكم الآن ليس جماعة مقتدى الصدر فقط، ولكن كل العراقيين يرفضون الفساد والتمزق والصراع الطائفي.

وأشار الزوبعي، إلى أن العراقيين يرفضون المنظومة السياسية، فالمنظومة السياسية العراقية طائفية أدت إلى تقسيم البلد، وكل من يشك بنهايتها يعد قاصرا في التفكير.

تشكيل مجلس عسكري:
فيما أكد المحلل السياسي العراقي سمير عبيد، أنه سوف يتم إعلان مجلس عسكري في العراق لقيادة البلاد عقب اقتحام المتظاهرين لمقر البرلمان في المنطقة الخضراء.

وأضاف عبيد، في تصريح خاص لـ"فيتو"، أنه تم اختيار الفريق الركن "ن. ص"، قائدا عسكريا للثورة، وهو من الضباط المعروفين وسبق أن عارض نظام صدام حسين، وعمل في المعارضة العراقية ومعروف دوليا.

وأوضح عبيد، أن الفريق الركن "ن. ص"، دخل العراق عام 2003 لكن لأنه ليس منتميا للأحزاب التي دمرت العراق بقي يعمل وسط المجتمع العراقي، مضيفا أن هناك اتصالات بقادة عسكريين في الداخل والخارج ومن المعروفين بمعارضتهم لنظام صدام والنظام الجديد.
الجريدة الرسمية