رئيس التحرير
عصام كامل

عضو «الأعلي للقوات المسلحة» الأسبق: سيناء نافذة خروج مصر من الوادي الضيق

فيتو

  • مصر لديها فرسان حقيقيون حاربوا لاستعادة سيناء وفي المحاكم 
  •  هناك تواصل فكري بين القادة الذين شاركوا في النصر والذين لم يشاركوا
  •  يجب أن نحكم على اتفاقية السلام وفق الظروف التي كانت تمر بها مصر
  •  الأمن يواجه عناصر إرهابية تقوم بعمليات «غير نمطية»
  •  تحية لكل شهيد ومرابط مدافع عن مصر وحماية شعبه
تتميز سيناء بمكانتها الجغرافية وتاريخها الطويل مع الأنبياء والعظماء لأنها كانت الممر الآمن لهم فعلي جبالها ناجي موسى ربه وبين دروبها عاقب الله اليهود وتاهوا بعد عصيانهم له، وأيضا قتلوا عندما حاولوا اغتصابها من المصريين، وقد ضحى من أجلها آلاف المصريين لكي يحافظوا على أغلى بقعة في الوطن، ينظر إليها العدو على مر العصور بنظرة «المفترس»، نظرًا لموقعها الجغرافي والإستراتيجي، حيث إنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، هي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا.

وفي الخامس والعشرين من أبريل عام 1982 قام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك برفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.

وفي الذكري الـ 34 لتحرير سيناء، حاورت "فيتو" اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبد النبي، مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي تولي لفترة حكم البلاد أثناء ثورة 25 يناير.

* أهم ذكرياتك عن نصر أكتوبر برغم عدم مشاركتك فيه؟
أنا تخرجت من الكلية الحربية في الأول من يناير عام 1976، وكنت أتابع أنا وزملائي حرب أكتوبر بشغف وحماس، فأرض الوطن غالية جدا كنا نتمني أن نكون بين صفوف الرجال الذين عبروا قناة السويس وصنعوا النصر وبعد تخرجنا، عملنا مع القادة الذين شاركوا في الحرب وقمنا بدراسة الدروس المستفادة من نصر أكتوبر73، وكانت سببا رئيسيا في رفع الكفاءة الفنية والقتالية للقوات المسلحة حتى الآن».

وفور انتهاء الحرب، حدثت حالة من حالات التواصل الفكري بين القادة الذين شاركوا في حرب أكتوبر وبين الذين لم يشاركوا، وقاموا بإعطاء خبرتهم في الحروب والمعارك التي خاضتها مصر مع إسرائيل، والدروس المستفادة، وهذه اللقاءات مستمرة حتى الآن».

*الكثير يرى أن اتفاقية السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل خيانة لأننا انتصرنا والآخر يراها واجبة حتى نبدأ من جديد.. ما رأيك؟
بالفعل، البعض يرى أن اتفاقية السلام الموقعة بين الجانب المصري والإسرائيلي سلبية والبعض يراها إيجابية، لكن إذا كنا نريد أن نحكم عليها فعليا، نحكم عليها عندما وقعت وفق الظروف التي كانت تمر بها مصر».
لقد نجحت المجموعة الدبلوماسية المصرية التي أدارت التفاوض مع الجانب الإسرائيلي في استعادة سيناء بصورة أكثر من رائعة، واستخدمت الأسلوب القانوني في المفاوضات، حتى نجحت أن تسترد آخر شبر في سيناء وهذا الموضوع لم يتم في العالم كله بين دولة محتلة وقوة احتلال وهذا يجعلنا نشعر بالفخر لأن المصريين كلهم فرسان، سواء الجندي الذي حارب بالسلاح على الأرض أو الدبلوماسي حارب بالقانون والورق في المحاكم الدولية ».

*مالذى يجعل سيناء مطمعا دائما ؟
تقع شبه جزيرة سيناء في الجزء الشمالي الشرقي من أرض مصر، على شكل مثلث رأسه إلى الجنوب وقاعدته إلى الشمال يحده من الشرق خليج العقبة ومن الغرب خليج السويس، وإلي الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي على هيئة متوازي أضلاع حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط وحده الجنوبي هو الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر، وحده الغربي قناة السويس، وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر».

*تولي القيادة السياسية حاليا الاهتمام بتنمية شبه جزيرة سيناء ومحور قناة السويس؟
سيناء بمقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية والصناعية والتعدينية والسياحية، هي ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل، بالإضافة إلى أن سيناء تمثل محورا أساسيًا من محاور هذه الإستراتيجية التنموية طويلة الأمد، بالإضافة إلى كونها جزءًا من مشروع تنمية قناة السويس الذي يحتضن أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة في غرب خليج السويس والعين السحنة وفي شرق بورسعيد وفي القناة نفسها التي ستظل شريانًا حيويًا من شرايين الاقتصاد والتجارة الدوليين».
هناك العديد من المشاريع الكبرى التي تنفذ حاليا في سيناء وربطها بالوادي كالأنفاق التي تشيد في الإسماعيلية وبورسعيد، بالإضافة إلى شبكة الطرق التي تنفذ في شمال ووسط سيناء، كما أن هناك مطار "المليز" الذي سيتم استخدمه كمطار مدني، كل هذ يصب في عملية التنمية على أرض الفيروز، وتقوم الدولة بإنشاء المدن السكنية الجديدة وتوفير فرص عمل بالإضافة إلى إنشاء مشاريع في شمال ووسط وجنوب سيناء لخدمة أهالي سيناء».
كما تقوم الدولة بإنشاء المدارس حاليا والمستشفيات والجامعات، بالإضافة إلى إنشاء المناطق الصناعية والاستثمارية واستصلاح الأراضي من أجل الزراعة، وتوصيل المرافق وإنشاء مجتمعات عمرانية، وما تشهده سيناء حاليا من تنمية، يسير بوتيرة وسرعة كبيرة، من أجل تقديم الحياة الكريمة للمواطن السيناوي».

*كيف تري الحرب على الإرهاب في سيناء الآن من الناحية الأمنية؟
القوات المسلحة والشرطة للأسف لا تواجه قوات نظامية، بل تواجه عناصر إرهابية تقوم بعمليات "غير نمطية"، وذلك يتطلب وقت وإمكانيات من أجل القضاء عليها، وما حققته قوات الأمن خلال العامين الماضيين، نجح في ضرب البنية الأساسية والرئيسية للعناصر الإرهابية الموجودة في بعض المناطق بشمال سيناء، بالإضافة إلى أن تلك العناصر الإرهابية تستخدم المواطنين والمدنين كـ "دروع بشرية لهم"، وهو ما أدى إلى إطالة المواجهات مع تلك العناصر الإرهابية من أجل الحفاظ على حياة المواطنين».
فلا بد نعلم أن الإرهاب له مكونات رئيسية وهي"أفراد – فكر متطرف – إمدادات مختلفة"، فالعنصر الأول وهو "الأفراد" يتم مواجهته حاليا أمنيا، أما العنصر الثاني وهو "فكر المتطرف" فيجب أن يوجه بفكر مقابل سواء كان من المؤسسة الدينية أو من خلال منظومة تعليمية وثقافية وزيادة وعي، أما العنصر الثالث وهو "الإمدادات المختلفة" وهي قطع الإمدادات اللوجستية من سلاح ومتفجرات وأجهزة للعناصر الإرهابية».
ولا أحد ينكر أن هناك قوى دولية لا تريد الاستقرار لمصر ولا تريد التنمية الحقيقية لمصر، ويجب على الشعب المصري أن يعلم حجم التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، في ظل أوضاع غير مستقرة في الشرق الأوسط».

*ماذا تقول لعناصر القوات المسلحة والشرطة الذين يواجهون بصدورهم الإرهاب في سيناء الآن ؟
تحية لرجال القوات المسلحة والشرطة على ما يقدمونه من فداء لأرواحهم في الدفاع عن أرضهم وفي مواجهتهم للعناصر الإرهابية والإجرامية، كما أوجه تحية للشهداء الذي استشهدوا من أجل الدفاع عن مصر وحماية شعبها ولابد أن نقول لأسرهم نحن مدينون لكم بالحياة لأنهم لم يبخلوا بها دفاعا عن مصر وترابها ولابد أن يعلم الشباب أن كل حبة رمل في هذا الوطن غالية جدا وأكثر من يؤمنوا بها هم أبناء القوات المسلحة لأن عقيدتهم تراب الوطن أغلي من الحياة»
الجريدة الرسمية