رئيس التحرير
عصام كامل

الغدر


من كثرة ما واجه الناس من مواقف وآلام وخداع وخيانة دون إنذار شوهت الكثير من مشاعرنا لتصبح إما جافة أو غير واثقة وقد تكون عدوانية دفاعية أو هجومية وقد يفسر أيضًا بتفسيرات عكسية لا نريدها من الأساس وقد تفسر على أنها من قبيل تدبير مؤامرة ويحاول الطرف الآخر أن يستخلص ما وراء السطور وما هو الهدف الخفى - حتى وإن لم يوجد - إلا أن الزمان والأزمات والمشكلات هى التى تثبت صدق النوايا .


التجارب كثيرة ومؤلمة وآثارها لا تنسى والحذر واجب والاحتياط أيضًا إلا أن ذلك لا يمنعنا أن نتوقع الأفضل ونحذر ولا نخون ولا نعطى الثقة الكاملة لأنه لا توجد الثقة الكاملة من الأساس وإنما الثقة المنقوصة هى الواقعية بل على العكس قد تكون الثقة الكاملة هى التى تظهر ضعفنا وتتيح لذوى النفوس الضعيفة خداعنا .

الحقيقة واضحة وجلية للجميع وللأطراف - بيد أن للنفس الكثير من الدفاعات السلبية التى تفسد عليها وعلى الآخرين حياتهم معًا وتنتقل بالعدوى إلى المتصلين معهم والمحيطين بهم - ولكن المشكلة تكمن فى غموض البعض وعدم اعترافهم بمشاعرهم لأنهم صنفوا الآخر ضمن تصنيف لا يستحق المعاملة بناء على أحكام شخصية وسابقة تعاملات مع أناس تشابهت صفاتهم مع من حكموا عليه .. مع أن الاختلاف أساسى حتى بين التوأم من الأبناء.

الحل هو مناقشة المخاوف والظنون صراحة دون إحراج أو تباطؤ وتأمين هذه المخاوف ويبقى العنصر المحدد لذلك مدى تقبل الطرف الآخر لذلك لأنه فى أغلب الظروف وقت ما يساء الظن يقطع الآخر وسائل الاتصال ويسىء الفهم أو يقوم بتشويه صورتك لدى الآخرين ليدعموه فى موقفه حتى وإن كان يشك فى موقفه إلا أن مع الاعتراف بأن نفسه قد تغلبه وله العذر فى ذلك إلا أن عليه أمانة ألا يكون طرفًا وحكمًا فى آن واحد وأن يتوسم الخير قبل أن يتوسم الشر حتى يحفز الطرف الآخر على عمل الخير لا مبادلة سوء الظن بسوء ظن آخر فالناس غالبًا على حسب ظنك فيهم .

ما علينا إلا أن نبين موقفنا بكل صراحة وهدوء ولنحاول ألا نتوتر من ذلك لأنه يزيد من انحدار الثقة ولا نركز على استعادة الثقة بالحديث بقدر ما نثبته بالأفعال.. فالمعاملات دائمًا تكون أفعالًا لا أقوالًا .

الجريدة الرسمية