رئيس التحرير
عصام كامل

"هيكل" يكشف أسرار.. مشاركة "قذاف الدم" فى حرب "أكتوبر".. وتفاوض "صفوت الشريف" مع "الجماعة".. العنف غير المسوغ وسيلة الإخوان لحل الأزمات.. وعلاقة جبهة الإنقاذ بمؤيديها ومعارضيها

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

تناول برنامج "مصر أين وإلى أين؟"،على قناة "سي بي سي" مع الإعلامية "لميس الحديدى ", الحوار الخاص مع الكاتب الصحفي "محمد حسنين هيكل" , أمس الخميس، عدة قضايا أهمها القبض على أحمد قذاف الدم و أسرار يكشفها هيكل لأول مرة بمشاركة قذاف الدم في حرب أكتوبر و دوره المهم فيها , و تجاهل الجانب الأمريكي لمصر , و العنف غير المسوغ من الإخوان , و فشل الإخوان في حصد مقاعد الاتحادات العمالية و الطلابية , و أسرار اغتيال النقراشي باشا , و صفقات الإخوان مع النظام السابق.


أسرار مشاركة "قذاف الدم" في حرب أكتوبر , و قضية القبض عليه
أكد هيكل، أن حماس تعلم جيدا قوة الجيش المصرى؛ لذا فهى تستخدم معه أساليب ملتوية، وموضوع الأقمشة المضبوطة يحتاج إلى تدقيق، وأتوقع أن يكون بعض من قيادات الجماعة متورطا فى ذلك , وأضاف أنه مهما كانت الأسباب فلا يجوز القبض على أحمد قذاف الدم , و وأوضح أن "قذاف الدم" لعب دورا مهما فى التسليح المصرى خلال حرب أكتوبر، وكان مسئولًا عن مليار دولار وهبتها ليبيا إلى مصر من أجل شراء الأسلحة والقوارب من أجل العبور.
و في الإطار ذاته قال هيكل: إن أحمد قذاف الدم موجود كلاجئ سياسي، وطلب أن يخرج أكثر من مرة منذ أيام المجلس العسكرى ومصر رفضت، وبقى فى مصر على أنه لاجئ سياسى , و أضاف أن قذاف الدم أخبرنى منذ شهر أنه ممنوع من مغادرة مصر وأحزننى ذلك. متسائلا: كيف أمنع لاجئا سياسيا من الخروج من مصر؟ موضحا أن قذاف الدم معه حوالى 8 جوازات سفر، أي إنه يحمل أكثر من جنسية، ومتوقع أن تكون المصرية من بينها، وهناك فرق بين الدولة  وارتباطات الدولة، وبين الحسابات الخاصة، وكان يجب قبول طلب قذاف الدم بالسفر من مصر , وأكد أن الملك سعود والسنوسى كانوا لاجئين فى مصر، واللاجئ السياسى العربى دائما ما يشعر أنه مصرى فى مصر.

تجاهل أوباما لمصر دليل أنها لم تعد طرفا فى تسوية السلام
و على سياق آخر أكد هيكل، أن أوباما يركز على الشأن الداخلى الأمريكى بجولته الرئاسية الثانية، ومشكلات الشرق الأوسط ليست على رأس أولوياته , وأضاف "هيكل" فى لقائه بحواره الخاص بعنوان "مصر أين؟ مصر إلى أين؟" مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة "سى بى سى"، أن تريليون دولار العجز التجارى بالاقتصاد الأمريكى، وكيرى سيأتى لدفع المنطقة لتسوية جديدة بالصراع العربى الإسرائيلى، مضيفًا أن مهمة أوباما هى التحريك وليس حل مشكلة السلام، وأن أوباما لم يزر مصر؛ لأنها لم تعد طرفا فى تسوية السلام , وقال: إن ابن جوريون رفض تحديد دولة إسرائيل؛ لأنه لا يريد تحديد حدودها أو هويتها، موضحا أن مصر يمكن أن تلعب دور "المسهل" لعملية السلام، ولو بالصمت، ونبالغ فى أن ملف حماس، وقطاع غزة مرتبط تاريخيا بمصر.

"العنف غير المبرر" منهج الإخوان في حل الأزمات
أكد هيكل، أنه قلق على الإخوان؛ لأن حاضر مصر بين أيديهم، والنظام الحالى يتصرف بعنف ليس له مسوغ , وأنه اضطر لدراسة الإسلام السياسى كصحفى فى شبابه وما بعد الشباب , واعتذر عن تأليف كتاب عن الإسلام السياسى بسبب الالتباس بين تياراته والدين الإسلامى، وفى الدستور الأمريكى، كلمة بسم الله خطأ؛ لكونه اجتهاد بشرى , و أضاف أن عصبية الإخوان نوع من القلق على فقدان ما وصلوا إليه، وأطالبهم بالهدوء وضبط النفس , و أن المواطن يحتاج الإخوان الآن ليس بهدف المساعدة كما كان فى الماضى، لكن من أجل تحقيق طلباتهم بعد وصولهم إلى الحكم، مشيرًا إلى أن ما يفعله النظام الآن ليس مصدر قوة بل محاولة لتغطية ضعفه.

فشل الإخوان في حصد مقاعد بـ"الاتحادات العمالية , و الطلابية" مثلث صدمة للإخوان
وقال هيكل: إن لحظة المجد للإخوان المسلمين بالسلطة هى لحظة الأزمة، والشعب المصرى كان لديه توقعات عالية من الجماعة، واتحاد الطلبة والنقابات العمالية كانت قاعدة انطلاق الإخوان للسلطة، والنتائج الأخيرة مثلت صدمة للجماعة , مؤكداً أن خسارة الإخوان للجامعات والنقابات أكثر مما نتصور، ونتيجة نقابة الصحفيين لا بد من دراستها، مشيرًا إلى أن الأمن يأتى قبل الغذاء، وهو ما يؤكد دعوات المواطنين لاستدعاء الجيش، خاصة أن وجود القوات المسلحة فى بورسعيد أعطاهم نوعا من الطمأنينة.

تفويض "صفوت الشريف" للتفاوض مع "الإخوان" لتفويت مشروع التوريث
و أكمل هيكل، أن تمويل الإخوان يأتى من المستفيدين منهم، وقال : "سمعت مقولة للملك فيصل قال فيها: إن العالم العربى يحتاج مصر، فهى تعوم ولاتغرق" , وأن كل من استعمل الإخوان يعلم أنها جماعة منحلة، وصفوت الشريف تفاوض مع الجماعة على تفويت التوريث، ولا نعلم كيف أن ثورة بديعة تأتى بقوة محافظة فى الحكم.

إخوان غزاة و الجميع عبيدهم و سباياهم .. و التحديات أكبر منهم
أشار هيكل قائلاً : "إن الإخوان يفكرون بمنطق الغزو فالجميع بالنسبة لهم إما عبيد أو سبايا، مشيرًا إلى أننا تحت مظلة نظام عالمى واحد، وكل نظام يتخلف عن العصر سوف يُفنى" , وطالب "هيكل" ، بعدم حرمان النظام الحالى من التجربة، موضحًا أن الإخوان يدركون أن التحديات أكبر من إمكانياتهم.

"تنظيم القاعدة" و "مجاهدي أفغانستان" فرع من "جماعة الإخوان المسلمين"
واستطرد هيكل قائلاً : أنه بعد قتل النقراشى شعر حسن البنا أن الملك فاروق الذى ساعدهم لن يترك ثأره، وقال لى الرئيس جمال عبد الناصر عن التنظيم الخاص بالإخوان "أنت لا تعرفهم.. إنهم قتلة" , و أن القاعدة ومجاهدى أفغانستان أفرع لجماعة الإخوان المسلمين , كما قال: إن الانشقاقات والتفريعات سمة التنظيمات السرية، وأن أفضل عناصر جماعة الإخوان انشقت عنها، والمرشد العام يعطى نوعا من العصمة لنفسه.

أسرار اغتيال "النقراشي باشا"
و في إطار آخر أكد هيكل ، أنه ليس صحيحا ما يشاع عن دور جماعة الإخوان فى حرب فلسطين، مشيرا إلى أن أعضاء الجماعة لم يقاتلوا كما صوروا الأمر , وأضاف أنه غير صحيح أن الإخوان قاموا بحماية الجيش أثناء انسحابه بحرب فلسطين، مؤكدا أن اغتيال النقراشى تم على يد ميليشيات حسن البنا، وقال إنه تقابل مع البنا والهضيبى والتلمسانى، ولا أعرف بديع أو عاكف.

"جبهة الإنقاذ" بين صوت المعارضة و كتلتها
و بالانتقال للأزمة السياسية الحالية و التى شكلت جبهة الإنقاذ جزء كبير منها قال هيكل، أن لهجة الخطاب المتعالية للإخوان جزء من تعبيرات لغة العنف الدائرة، والجماعة يخيفها عدم وجود طرف يمكن التفاوض معه، خاصة أن جبهة الإنقاذ لا تمثل الكتلة الأكبر للمعارضين , و أن الإخوان يفكرون بأسلوب العقلية المطلقة التى لا تفرق بين الانتصار والغزو.. مثل منطق الرياضة إما فائز أو خاسر.

المرأة والأقليات أكثر القضايا التى تزعج الأوربيين من الإخوان ..
وهم لا يستطيعون العمل ككيان مستقل و تناول هيكل العديد من القضايا الأخرى وكان على رأسها "المرأة" والأقليات أكثر القضايا التى تزعج الأوربيين من الإخوان , و قال عنها: إن الاتحاد الأوربى كان أسرع من أمريكا فى التعامل مع تجاوزات النظام ضد المرأة، والأوربيون كانوا أكثر استيعابا لخيبة الأمل فى نظام الإخوان، حيث تصورت أوربا أن نظام الإخوان سينجح فى ملف الأمن، وخاب أملهم، ووضع المرأة والأقليات أكثر القضايا التى تزعج الأوربيين من نظام الإخوان , و أن الإخوان لم يتخيلوا الوصول للسلطة بهذه السرعة، معربا عن خوفه على الإخوان وليس منهم، فالظروف دفعت بهم إلى حيث لم يتوقعوا.
وعن عمل الإخوان أكد هيكل أن الإخوان منذ نشأتهم أدركوا أنهم لا يمكن أن يعملوا كطرف مستقل؛ بل تابعٌ لآخَرِين، وجماعة الإخوان ظلت على علاقة قوية ثابتة بالسعودية، وتم توظيفها بالعديد من الأوقات , وقال: إنه اعتقد أن حسن البنا أنشأ النظام الخاص لمقاومة الإنجليز ثم ندم عليه، مضيفًا أن البنا استنكر اغتيال النقراشى تحت عنوان "ليسوا إخوانا"، وحسن البنا قال: إن النظام الخاص الذى أنشأه خرج عن إرادته، مشيرا إلى أن الحديث عن محاولة اغتيال عبد الناصر بأنها تلفيق بمثابة استخفاف بالعقول، ولا بد للإخوان من قراءة تاريخهم والاعتراف به أمام أنفسهم.

الجريدة الرسمية