لغز حوادث قتل المصريين في الخارج !
قبل أن يفهم ويستوعب المصريون تفاصيل ما جرى لابنهم الراحل شريف ميخائيل الذي قتل في ظروف غامضة في لندن تواترت الأنباء عن مصرع 16 مصريًا في "بني وليد " بليبيا ثم تبين أن العدد يصل إلى 12 فقط ومعهم 3 ليبيين.. وقبل أن نعرف الملابسات الكاملة للحادث -حيث يبقى كل ما قيل ليس إلا مجرد تكهنات- تتواتر الأخبار أيضًا عن العثور على جثة المواطن المصري محمد عادل رشدي بعد أسبوع من الاختفاء في ظروف غامضة انتهت إلى العثور على الجثة في صندوق للقمامة بولاية أنديانا !
الحادث الأول لشريف ميخائيل وقع في لندن وتم تحويل الجثة إلى مشرحة "إكسبريدج" والتي جاء تقريرها سريعًا ليثبت أن الحادث تم بالحرق، وبالتالي لم يكن الحرق لإخفاء الجثة أو لمزيد من الانتقام بل جاء الحرق للقتل ذاته وهو ما يعني أن الجناة أكثر من فرد استطاعوا إتمام الجريمة بلا أي ضجيج أو مقاومة من الشهيد المصري!
الحادث الثاني تدور حوله الشائعات أبرزها خلاف مع المهربين لكن يبدو السؤال: أي مهربين يعملون في بلد يحتله الإرهابيون ويسيطرون عليه؟ وأي مهربين في بلد له خصوصية عند الإرهابيين، حيث كان معقلا لقوات العقيد القذافي؟ وكيف يمكن قتل 15 رجلا إلا إن كان القتلة أكثر من ذلك أو لديهم أدوات ووسائل القتل كاملة؟ وإن كان المصريون اختلفوا على الأجر وأشياء أخرى فماذا فعل الليبيون ؟
الحادث الثالث تقول المعلومات الأولية إن خمسة أشخاص اقتادوا شهيدنا المصري إلى مكتبه للاطلاع على بعض الأوراق ثم فتكوا به خارج المكتب.. وهنا نسأل: من أين عرفوا بهذه المعلومة حتى أنهم حددوا عددهم؟ ومن أين عرفوا أنهم يبحثون عن أوراق في المكتب وليس للسرقة أو حتى لخلافات سابقة ؟ وإن كانوا ذلك قد تم فلماذا استبعدت الشرطة تعذيب الشهيد حتى أثبته الطب الشرعي؟ ولماذا فتكوا به خارج المكتب وبهذه الطريقة البشعة ؟!
ألغاز ثلاثة لثلاث جرائم عنيفة جدًا تصل إلى حد الرعب تنذر بشيئ خفي يحدث لا نعرف سره.. هل إحراج مصر؟ نرى أن الخارجية المصرية لم تقصر فيها كلها بل على العكس تتابع وبجدية واستدعت في الحالة الأخيرة -الأخيرة تحديدا- مسئولا أمريكيا رفيعا بالسفارة الأمريكية بالقاهرة وهو ما لم يحدث في الحادثين السابقين ربما لحساسية العلاقة مع أمريكا وتوترها! أم أن إرباكا للمصريين يحدث هنا وهناك يشتت الجهود ويلقي أعباء عليهم بالخارج في لحظات ينتظرهم الوطن لدعمه بكل الطرق ؟ أم أن أسرارًا أخرى بعيدة يتم طمسها بطريقة أو بأخرى ؟ أم أن الصدفة وحدها وضعت الحوادث الثلاث في أيام متعاقبة ولا أكثر ولا أقل ؟
الإجابة عند جهات التحقيق.. والزمن والأيام !