معهد دراسات أمني: ضم «تيران وصنافير» للسعودية يقرب مصر من أفريقيا
سلط معهد دراسات الأمن الأفريقي، الضوء على انتباه مصر للقارة الأفريقية، أملًا في تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية.
ولفت المعهد، في تقرير له اليوم الخميس، إلى إعلان مصر تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، الشهر الجاري، أثناء زيارة العاهل السعودي للقاهرة، ما أثار غضب الشعب المصري.
وزعم المعهد الأفريقي، أن مصر لم تعد القوة العربية العظمى، موضحًا أن تلك العباءة ارتدتها المملكة العربية السعودية الراغبة في إستعادة الجزيرتين، والاستفادة من قيمتهما الإستراتيجية.
ونوه المعهد، بأن الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، في حاجة ماسة لمليارات السعودية، ولم يكن بحاجة لإقناعه ولا حتى إسرائيل رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين الرياض، إلا أن الأخيرة استخدمت قنوات غير رسمية لطمأنة تل أبيب بشأن التزامها باتفاقية السلام.
ورجح المعهد، أن عشرات الآلاف من المصريين الذين خرجوا للاحتجاج على قرار "السيسي"، لم يكن غضبهم بسبب خسارة الجزيرتين، ولكن بسبب تراجع مكانة مصر في العالم العربي وعدم محاولة "السيسي" خوض معركة للحفاظ عليها.
وأوضح المعهد، أن "السيسي" لديه خطة لإستعادة مكانة مصر كقوة عظمى، ولكن في ساحة جغرافية مختلفة، مشيرًا إلى تاكيده في المنتدى الأفريقي بشرم الشيخ منذ شهرين على أهمية أفريقيا لمستقبل مصر أمام رؤساء ومسؤولين من الدول الأفريقية.
وكان "السيسي" سلط الضوء على الفرص الكامنة بأسواق أفريقيا الكبيرة وحث الشركات المصرية على الاستفادة من تلك الفرص، وهو ما اعتبره المعهد حجر الزاوية لجهود تحويل تركيز مصر تجاه مشاركة أفضل وأكبر في القارة الأفريقية.
وأبرز المعهد تجاهل رؤساء مصر السابقين لوضع مصر الجغرافي كدولة أفريقية، عندما اختاروا التركيز على الثقافة والتراث العربية.
وبحسب المعهد، فإن تحول مصر لأفريقيا دبلوماسيًا وتجاريًا يواجه تحديًا وجوديًا خاصةً بعد بناء سد النهضة في إثيوبيا الذي يهدد حصة مصر من نهر النيل والذي أجبر دبلوماسيي مصر على المشاركة بالتساوي مع نظائرهم الأفارقة.
واعتبر المعهد أن إعلان تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية يعتبر رمزًا لخسارة مصر أهميتها المركزية في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، ولكنه أيضًا يبشر بتحول مستقبل مصر لأفريقيا وإعطاء الأولوية للعلاقات مع السودان وإثيوبيا.