تسريب العذاب تأجيل!
* لا يزال البحث جاريًا للكشف عن مُلابسات تعذيب وقتل الإيطالى (جوليو ريجينى)، صدَّقنى يا عزيزى أساليب التعذيب في العالم الثالث مُتعددة، لكن أكثرها قسوة في زمننا هذا هي الاستماع لبعض مُعلقى مُباريات كُرة القدم، ولا أستبعد مُطلقًا أن يكون القضاء على (ريجينى) تم عن طريق إجباره على مُشاهدة إحدى مُباريات كأس مصر بتعليق الزميل (طارق الأدور)!
* ومن المؤكد أن أخواننا النُشطاء الغاضبين بسبب قيام نفر قليل من المصريين برفع العلم السعودى أثناء الاحتفال بعيد تحرير سيناء، لا يجدوا غضاضة مُطلقًا في قيامهم ـ النُشطاء ـ برفع صورة (ريجينى) الذي لم يعرفه أحد قبل حادث التعذيب المذكور عاليه، يعنى محدش يعرف موقفه ولا اتجاهاته ولا تاريخه، لكن الكيد في الدولة المصرية والوطن له أحكام، من ضمنها طبعًا التظاهُر قُرب السفارة الإيطالية ولَعق أبوابها وأسوارها، وللتوضيح لعق يعنى لحس لا مؤاخذة!
* أما المجلس القومى لحقوق الإنسان فلا يهمه قتل وحرق مواطن مصرى في إنجلترا؛ لأنه مشغول بمُتابعة ومُراجعة إجراءات النظافة والصيانة وحملات التطهير لأسوار وبوابات السفارة الإيطالية بعد كُل زيارة للنشطاء المذكورين وألسنتهم هناك كمحاولة لحصار الوباء!
* وعلى سيرة (طارق الأدور) ففى لقاء إنبى ووادى دجلة في دور 16 لكأس مصر والذي امتد للدقيقة 120 لم يتحدَّث (الأدور) عن اللقاء إلا لنصف دقيقة أو أقل، بينما انهمك في باقى الساعتين وعليهم الوقت الضائع في الحديث عن مُباريات أخرى، وذكريات شخصية، واستنتاجات دائمًا ما تخيب، مع أمور ملهاش أي علاقة بالكورة، فتجده قد تحدَّث عن سعر الدولار، وطريقة عمل البامية باللحمة الضانى والفتة بالتقلية وجنبها طاجن ملوخية، وطرق الإسعافات الأولية لحروق الدرجة الأولى، وكيفية زراعة النعناع في شرفة المنزل، والشاطر (حسن) لما طلع لست الحُسن والجمال، وطريقة شحن كارت فودافون أبو عشرة، وإزاى تقلى بيض في طاسة مش تيفال من غير ما يلزق، وسعر متر الأرض على الدائرى، ووصفات التعامُل مع حَب الشباب والكَلَف وتساقُط الشعر..
ولقد أرسل عدد من الأصدقاء استفسارات خاصة بتوزيع الميراث، وضبط طبق الاستقبال على القمر الأوروبي، وأساليب مُكافحة النمل والصراصير في المطبخ، وتنظيف السجاد.. لكن للأسف لم يمتد اللقاء لركلات الترجيح، لذا فسوف يتم الإجابة عن كُل ذلك وأكثر في المُباريات المُقبلة، متقلقوش يا جماعة إحنا لسَّة في دور 16 والبطولة طويلة جدًا، ولا عزاء للضحايا!
* لا تعليق على المُكالمة الجنسية المُسرَّبة لـ(يوسف الحُسينى)؛ فكُل واحد حُر في مُكالماته الخاصة، ولن أقول مثل الآخرين أن فاقد الشيء لن يُعطيه، وأن مَن يسمع العالم كُله صوته وهو يتحدَّث بمثل هذه الطريقة في الخفاء لا ينبغى له أن يمنح لنفسه الحق في أن يحيا دور القديس والواعظ والحكيم في العلن، إلا لو كان حكيمًا على طريقة روحنا هناك وقالولنا هنا وجينا هنا وقالولنا هناك، لن أقول كُل هذا طبعًا!
* لكن ما سأقوله أن (الحُسينى) لم يفعل ما فعله في البرنامج على الهواء مُباشرةً، من حقنا أن ننتقده على أداءه الإعلامي، نختلف معه في آرائه أو نتفق، نقول له أنت تقول الحق في كذا، ونواجهه بأنك تكذب وتُضلل المُشاهدين في كذا وكذا وكذا، لكن كُل هذا بعيدًا عن الشخصنة واستغلال مُكالمة خارجة لا تمُت للبرنامج ولا للأخلاق بصلة!
* أرفض وضع أية صبغة سياسية على قرار تأجيل الحُكم في قضية التخابُر مع قطر والمُتهم فيها (محمد مرسي) وبعض رؤساءه ومرءوسيه من الجماعة الإرهابية؛ فاللقاضى الحق في النُطق بالحُكم أو التأجيل مثلما يترائى له، وربما يكون السبب أن حُكمًا بالإعدام سيصدُر ضد الخائن وزملائه إلا أن تنفيذه قد يكون عسيرًا للغاية بسبب تصريحه الشهير السابق عندما اعترف أن "جلده سميك"، فأكيد مصلحة السجون بتحاول تبحث عن حبل مُناسب لشنق هذا النوع من أصحاب الجلد التخين، أو لعلها بتعمل مُباحثات مع إدارة الطب البيطرى لتتولى هذه المُهمة!
* كُلَّما اقترب عيد شم النسيم، كُلَّما ازدادت الفتاوى السلفية العجيبة بحُرمانية الاحتفال وتحليل النكد والغم، بعض أصحاب الفتاوى يزعجه خروج الناس للتنزّه في الحدائق والأماكن العامة، والبعض يكره الفسيخ والرنجة والسردين أبو زيت وليمون، ومنهم مَن يكرَه الفطير والمراجيح، كُل دة مفهوم، ما لم أفهمه أن أصحاب الفتاوى هذه أجمعوا جميعًا على عشقهم للبيض بألوانه لدرجة إنك متقدرش تفرَّق بينهم وبينه!
* مَن قال إن الداعين لمُظاهرات 25 أبريل الماضى اختفوا وتراجعوا عنها؟ عن نفسى شاهدت بعينى مُظاهرة لستة أبريل، وفى الواقع لم تشهد تلك التظاهُرة أية تجاوزات أو قلة أدب مُعتادة، ولا استخدام للمولوتوف وخطف الجنود والمُشاركة في حرق المُنشآت مثلما اشتهرت تلك الحركة وأعضاؤها، بل قاموا بالتظاهُر بكُل تهذيب، وبعدما انتهوا أشاروا لسيارة تاكسى وجلسوا في المقعد الخلفى وانصرفوا بهدوء!
* سعر الدولار لن يهدأ طالما كانت السوق الموازية الزرقاء قائمة في شركات الصرافة، فكُل الشركات تُضارب على العُملة الخضراء بشراسة، ولا يُمكن أن أصدق التصريحات الكاذبة من جانبهم بأنهم غير مُتآمرين، العكس هو الصحيح، وشُغل التلات ورقات والاستعانة بالناضورجية وأساليب الخداع والتمويه وخلافه موجود في كُل الشركات التي يقوم أصحابها والعاملين فيها بتشجيع الورقة على طريقة جمهور الاتحاد السكندرى وهتافه الدائم "مهما الأرض تزلزل الأخضر مش هينزل"!