أم الشهيد والبيادة التي على الرءوس !
كيف حولوكم إلى هذه الحالة؟ كيف استطاعوا أن يجعلوكم فجأة -فجأة كده- تسخرون وترفضون وتستهجنون سلوك سيدة بسيطة ومسنة تجاه جيش بلادها؟ كيف جعلوكم تمررون الهتاف ضد جيشكم وتتوقفون لتجلدوا سيدة من ريف بلادنا الطيب العظيم كل تهمتها سعيها لتحية جيشها ورجاله؟
وفجأة تراجعتم بعد أن علمتم أنها أم لشهيد قدمت أغلي وأجمل وأحب ما تملك من أجلنا ومن أجل بلدها؟ ثم تراجعتم بعد التراجع لتسألوا سؤال الأشرار: "هو صحيح مش ابنها وأن الشهيد له أم أخرى ؟"! ماذا جري لكم وأين ذهبت عقولكم؟ لماذا أصبحت لا تعمل وتنتظر التلقين كل حين واصبحت كلمة "توديها وكلمه ترجعها"؟ هل أصبح حب الجيش حتى لو بطريقة مبالغ فيها عيبا وعارا يستحق التوبيخ؟ وهل أصبح ذلك مقصورا على أمهات الشهداء؟ وهل عندنا في بلادنا شهيد واحد؟ حتى إن أحد الأشرار تفرع وأضاع من وقته الكثير، ويبدو أنه صايع بلا عمل، أو هايف بلا عقل، أو مجرم بلا ضمير، أو مصري بالجنسية بلا انتماء ـ ليثبت أن السيدة الفاضلة صاحبة صورة البيادة في احتفالات سيناء ليست أم الشهيد الأول !
ووضع صورة بلا بيانات ليقول إنها ليست والدته! والناس صدقت وكانهم يعرفون أم الشهيد بل وكل أمهات الشهداء! وكأنها لو أمه يكون من حقها لكن لو أم شهيد آخر يسقط الحق فيما فعلت !!! وكأنه ليس من حق كل أم مصرية طيبة شريفة عفيفة أن تنفعل وطنيا كما تشاء، ولا نملك لها إلا تقديم كل آيات التقدير والاحترام !
ماذا جري لكم؟ حتى الآباء والأجداد في الريف والصعيد سمعنا ونقلنا عنهم جملا مستقرة في سلوك المصريين وأخلاقهم من عينة "أحط جزمته فوق دماغي" و"ما يستاهلش التراب اللي بتمشي عليه" وغيرها من مصطلحات الاحترام والتبجيل والاعتراف بالجميل وبالحق.. فماذا جري؟ وإن لم نفعل ذلك لجيشنا فلمن سنفعل؟ وما ذنب الضباط والجنود على خط النار-وعندنا في بلادنا بالمناسبة خط للنار يسقط فيه من أجلنا أبطال شهداء كل يوم-وهل تدركون أثره على معنوياتهم؟ وهل تدركون أثره على أهلهم؟ هل تعرفون معني أن تشعر أم فقدت ابنها-ابنها يا بهوات-أو أبناء فقدوا أباهم -أباهم يا بهوات-أنهم فقدوهم من أجل من لا يستحقون ومن يسخرون منهم ومن بطولاتهم؟ هل تريدون إبلاغهم بهذه الرسالة المخزية القبيحة؟ أشرار على شبكات التواصل الاجتماعي وجبناء على فضائيات إرهابية يختلقون القضية ـ ولهم كل يوم قضية ـ وهذه معركتهم..لكن أنتم..لماذا تقلدونهم وترددون خلفهم وتنشرون كلامهم؟ هل جيش مصر الذي يحمل ابناء مصر كلهم فوق رأسه نستنكر حب سيده بسيطه له؟! ما هذا؟! إيه القرف ده؟ وكيف نمحوا هذا العار من أذهان شعوب قريبة أصبحنا أضحوكة لهم؟! لا حول ولا قوة إلا بالله!!
على كل حال المعركة مستمرة مع هؤلاء الأشرار الرعاع..وأقل ما يوصفون به أنهم رعاع.. ولهذه المواجهة حديث آخر.. وخالص الاعتذار لسيدة مصر الطيبة سواء كانت أما لشهيد أو لم تكن فلم تفعل إلا ما رأته واعتبرته صحيحا ـ وهو صحيح بالفعل ـ في وقت يهتف الرعاع ضد جيشهم ويجدون بكل أسي وأسف من يدافع عنهم!
خالص الاعتذار للسيدة الطيبة ولكل أمهات وأهالي الشهداء ولكل روح زكية لها المجد في السماء والخلود راضية مرضية عند ربها!