ماذا تريد أمريكا من مصر ؟! (4)

زيارات المسئولين الأمريكيين الثلاث تمت في غضون أيام قليلة، وجاءت متتالية، وتمت بينما كانت هناك أوقات سابقة خالية من أي زيارات لمسئولين أمريكيين لنا، والأهم أنها تمت في فترة لا تعلو فيها أصوات البعض بالتظاهر فقط احتجاجًا على اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية الذي اعترفت بحق السعودية في جزيرتى "تيران وصنافير"، وإنما اقترنت أيضًا هذه الأصوات بمن يطالب بحسم تغيير الأوضاع السياسية في مصر واستبدال الحكم الحالى بآخــر.

وهذا يجعلنا نستنتج أن هذه الزيارات المتتالية للقادة الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين لمصر هدفها استكشافى أساسًا من الجانب الأمريكى.. واشنطن تريد أن تستكشف عن قرب ومن خلال اللقاءات المباشرة عدة أمور..

أولا: مدى إحساس الحكم الحالى بالثقة أو مدى تقديره قدرته على تجاوز مشكلات سياسيـــة واقتصادية تواجهه وتواجه مصر..

وثانيا: تقييم الحكم المصرى وزن أو حجم تأثير وفاعلية المعارضة التي تواجهه..

وثالثا: موقف القوات المسلحة المصرية مما يحدث داخل مصر من أحداث وتطورات وتحديدًا موقفها تجاه الحكم الحالى..

ولذلك تنوع المسئولين الأمريكيين الذين زارونا، وكان من بينهم اثنان من القادة العسكريين الذين تواصلوا مع قادة الجيش المصرى..

واشنطن أرادت بتلك الزيارات المتتالية والمكثفة لمسئوليها للقاهرة أن تستكشف عن قرب ما ليم تنطق به متابعتها الأحداث المصرية عن بعد، وذلك في محاولة لتقييم سياستها تجاه مصر.