رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة علم السعودية والأيدي الخفية !


تعالوا إلى تجربة بسيطة.. مواطن سعودي لسبب أو لآخر رفع العلم المصري هناك.. ثم نتابع بحسرة وألم هجوما كبيرا عليه من سعوديين، ومطالب بمحاكمته، وأخري بإقالة مسئولين في البلاد للسبب المذكور؟ ماذا سنفعل هنا؟ وكيف هو شعورنا؟ وماذا سنقول على الاشقاء في السعودية؟!


للأسف إذا تخيلنا الحال بالصورة المعكوسة سنعرف شعور السعوديين الآن فما بالكم لو عكسنا الصورة أكثر وأكثر وأن الحملة في السعودية على السعودي الذي رفع علم مصر تحدث بعد "رغبة مصرية" للاستثمار في السعودية وبعد رغبة مصرية في تحسين أحوال وأوضاع 2 مليون عامل سعودي يعملون في مصر، وان مصر تدرس إلغاء نظام الكفيل واستبداله ببطاقة إقامة؟ ها؟ ما هو شعور المصريين وأحاسيسهم؟ وما شكل وحال المصريين هناك وسط الأشقاء ومدي الحرج الذي يعيشونه؟ وهل تخيلتم حال السعوديين الآن؟!

قبل الدخول إلى خيال آخر نؤكد وبشكل قاطع أن أيدي خفية تعبث فيما تبقي-فيما تبقي- من علاقات صحيحة بين ما تبقي أيضا من دول عربيه ! أيدٍ خفية تخشي أي تعاون أو تقارب أو توحد..هذه الأيدي الخفية الخبيثة قطعا تجد ضالتها في مصريين يقفون بالعلاقات المصرية السعودية عند عام 62 عند الصراع في اليمن، لا يتحركون قيد أنملة رغم أن الواقع تحرك.. حيث توحد العرب بعد 67 وعبد الناصر نفسه تسامح ونسي حتى موقف السعودية السلبي من وحدتنا مع سوريا، وقدم الواقع على الماضي وقدم المستقبل على النيات!

آخرون يريدون من مصر أن تحاسب السعودية على موقفها الحالي من سوري،ا وهذا خطأ بالغ إذ أن هذه ليست سياسه ولا يحزنون وإلا توقفنا عند موقف العراق من الكويت وسوريا من لبنان والمغرب من موريتانيا والجزائر من المغرب وليبيا من تونس واليمن من اليمن قبل وحدتهم وبات الأمر مسخرة في مهزلة وليست سياسة ومصالح دول وشعوب..إنما الصحيح هو موقف مصر الداعم لوحدة سوريا ومؤسساتها وحق شعبها وحده في تقرير مصيره واختيار حكامه ورفض أي عدوان عليه ودعم سوريا في مواجهة الإرهاب وضد أي تدخل تركي أو عدوان أمريكي أو إسرائيلي دون أن يدفع الشعب المصري ثمن ذلك عداء مع السعودية! وهو ما جري فعلا !

الآن نتذكر يوم رفع السعوديون للعلم المصري بعد كاس إفريقيا في 2010 بل وكل كأس إفريقية ورفع السعوديون والقطريون والتونسيون وأغلب الشعب العربي في كل مكان العلم المصري عقب افتتاح قناة السويس الثانية بل ورقصوا في كل مكان حتى في أوروبا وأمريكا على صوت حسين الجسمي!

ونتذكر كيف رفع الفلسطينيون العلم المصري العام الماضي ضد الجيش الإسرائيلي، وكيف رفع المصريون أعلام الكويت عند احتلالها، والعراق عند العدوان عليها، وتونس عند انتصارها الشهير على المكسيك في كأس العالم ، وأعلام لبنان في كل محنة.. وسوريا في السنوات الخمس الماضية وفلسطين دائما..

السؤال: ماذا جري؟ ومن يقود المصريون دون وعي إلى هكذا مواقف؟ وكيف يترك البعض عقله ووعيه حتى أنه يغصب من مواطن بسيط اراد التعبير عن وحدة أو تعاون البلدين أو حتى عبورهم للأزمة القائمة بسبب الجزيرتين؟ من يعبث هنا والي متي ستقود المواقع الالكترونيه الرأي العام في مصر؟! والي متي يسير البعض خلف أي موقف دون أي رؤية مقلدين مهللين ؟ كيف صار رفع علم عربي في قلب القاهره يحدث هذه الضجه وبهذه الطريقه ؟!

ملحوظه: كاتب هذه السطور منحاز-علنا وكتابة وصوتا وصورة-منذ بداية الأزمه السورية ضد الإرهاب وضد التدخل في الشان السوري وضد العدوان على شعبنا السوري الحبيب وكاتب هذه السطور هو من هاجم سفر بعض الصحفيين والإعلاميين المصريين إلى الحج أو العمرة على نفقة السفارة السعودية ولا يعنيه إلا حاضر مستقبل الوطن العربي كله ومصر في المقدمة.. هذا للعلم والإحاطة !!
الجريدة الرسمية