رئيس التحرير
عصام كامل

«مشروع ليلى» يكشف أسباب إلغاء حفلة الأردن

مشروع ليلي
مشروع ليلي

لم يتخيل أكثر المتشائمين أن تزيد الحرب على الفن المستقل وفرق «الأندر جراوند» بهذا الشكل المثير للجدل، والذي أثار ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، دون أي أسباب واضحة، جاءت البداية من خلال إلغاء فاعليات مهرجانات «الفن ميدان» بمصر، والذي كان من أكثر الفرص التي تتيح المشاركة للمطربين الشباب الصاعدين لتقديم فنهم وإظهار مواهبهم، لتختتم سلسلة إلغاء حفلات المطربين والفرق الشابة بقرار بإلغاء حفل «مشروع ليلى» الذي كان من المقرر إقامته بالأردن يوم الجمعة الموافق 29 مايو المقبل.


وفي ظل هذه الصراعات التي مازالت مستمرة على ساحة «الأندر جراوند»، أصدر فريق «مشروع ليلى»، بيانًا لكشف أسباب منعهم من إحياء أي حفلات غنائية بالأردن، والتفاصيل التي أدت إلى إصدار هذا القرار.

وجاء البيان كالتالي: «يؤسفنا إبلاغكم أننا لن نستطيع عرض حفلة "ابن الليل" التي كانت ستعقد يوم الجمعة 29 مايو في المدرج الروماني في عمان، لقد تلقينا خبر سحب رخصة العرض لحفلتنا».

وتابع «المشروع»: «التبرير الخطي الذي وصلنا من وزارة السياحة والآثار ينص على أن القرار جاء بسبب تعارض الحفلة مع "أصالة" الموقع، رغم أنه سبق لنا أن أحيينا ثلاث حفلات في الموقع نفسه سابقًا وخضعنا لنفس آلية طلب الترخيص من السلطات المختصّة».

وفي السياق نفسه كشف الفريق الأسباب الحقيقية لمنعهم من إقامة حفلات بالأردن قائلين: «أما على أرض الواقع، خارج النصوص الرسمية، فإنّ الأمر أكثر تعقيدًا، فلقد تم إبلاغنا بشكل غير مباشر أن السبب وراء هذا التغير المفاجئ قبل أيام معدودة فقط من يوم الحفل، جاء عقب اعتراض جهات معيّنة لا يمكن الإفصاح عن هويتها في هذا الوقت لتفادي دعوى قضائية موضوعها التشهير أو الافتراء، حسب ما نمي إلينا، فإنّ تلك الجهات قد قامت بالضغط على بعض الشخصيات السياسية، وقامت بإطلاق سلسلة من الأحداث التي أدت إلى سحب الرخصة المعطاة لنا.. لقد تم أيضًا إبلاغنا بشكل غير رسمي أنه لن يكون من المسموح لنا بأن نقدم عروضنا في أي مكان في الأردن بسبب معتقداتنا السياسية والدينية وإقرارنا بالمساواة الجنسية والحريّة الجنسية، نحن نعتذر بشدة من الجميع لاضطرارنا إلى إلغاء الحفل في هذا البلد الذي نعتبره بلدنا، فالأردن وطن لأجمل وأكرم المؤيدين للفرقة، والذين عملنا معهم ولأجلهم، الأردن أيضًا هو البلد الوحيد الذي يجمع بين الفرقة وجمهورها في فلسطين، الذي ينظم رحلات برية ليحضر حفلاتنا في عمان».

وأوضح البيان: «الأردن مسقط رأس أم المغني الرئيسي في الفرقة، ومكون أساسي من هويته وكتاباته، ووطن تعلمنا أن نعشقه كأنه وطننا الثاني، نستنكر الملاحقة المنهجية ضد أصوات الاعتراض السياسي، نستنكر الملاحقة المنهجية لمؤيدي الحريات الجنسية والدينية، نستنكر الرقابة على الفنانين في أي مكان في العالم.. لذا نعتذر لجمهورنا لأننا فشلنا حتى الآن في خلق بيئة ثقافية تسمح لنا ولأطفالنا بالتعبير عن آرائنا، نؤمن بكل إخلاص أننا طوال مسيرتنا الفنية والمهنية لم نتصرف إلا من منطلق الإيمان والعمل تجاه عالم أكثر إنصافًا، ومساواة، وديمقراطية، ولو عبر الوسائل البسيطة المتاحة لنا "من خلال الأغنية"».

وأكدت الفرقة في بيانها أنها تتعهد بمواصلة السير في درب النزاهة الفنية في المقام الأول، مؤكدين أنهم لن يقبلوا الخضوع لأي ضغوطات لتغيير رسالتهم أو التنازل عن حريتهم في التعبير عنها، قائلين: «نتعهد أن نثابر على الكتابة بدافع الحب، وبدافع نشر الحب، سوف نحارب، كما حاربنا سابقًا، في سبيل حقنا لعرض موسيقانا وأفكارنا بحرية.. نحن نحث زملاءنا الفنانين أن يواصلوا إنتاجهم وتحدي الأفكار السائدة والاضطهاد الذي نعيشه جميعًا، رغم التحديات الناتجة عن قلة الإنصاف بحق حرية الفن».

ودعت الفرقة خلال البيان إعادة النظر في إلغاء الحفلات، قائلين: «نحن نطلب بكل احترام من المملكة الأردنية الهاشمية إعادة النظر في موقفها إزاء رسالتنا وفننا، ونحث المملكة على أن تحارب إلى جانبنا وليس ضدنا في هذا النضال الجاري من أجل الحرية الثقافية ضد قوى السيطرة الفكرية والعسف الثقافي، نأمل أن تغير السلطات المعنية قرارها، كي نراكم بعد كم يوم».
الجريدة الرسمية
عاجل