بالصور.. توسعات الحرم المكي على مر العصور.. عمر بن الخطاب يحيط المسجد بسور قصير.. وعثمان بن عفان يزيد من مساحته.. الوليد بن عبدالملك أول من يدخل الأعمدة.. والسعودية تعيد تطويره لزيادة المساحة
شهد الحرم المكي تطورات عديدة على مر العصور، فقد حظى بعناية فائقة وظهر ذلك من خلال التوسعات التي مر بها منذ بداية نشأته على يد الملائكة وتطوره حتى هذا العام، ولا عجب في ذلك لما يمثله الحرم المكي من أهمية بالنسبة للمسلمين.. وترصد "فيتو" أبرز مراحل التطور التي مر بها الحرم المكي.
بداية النشأة
يبدأ تاريخ بناء الحرم المكي ببناء الكعبة، فقد بناها أول مرة الملائكة قبل سيدنا آدم عليه السلام، وذكر المؤرخون حول قصة بنائها "قيام كل من الأب وابنه بحفر أساس الكعبة بالمعاول، وتعاون بعضهما البعض في رفع قواعدها، حيث كان إسماعيل يمد أباه إبراهيم بالحجارة، وإبراهيم يقوم بأعمال البناء، حتى انتهت أعمال بناء الكعب،ة وأصبح البيت الحرام أمنا للناس".
عمر بن الخطاب
خلال عهد عمر بن الخطاب جاء سيل جارف عرف باسم سيل "أم نهشل" نسبة إلى سيدة جرفها السيل ليقتلع مقام سيدنا إبراهيم من موضعه الحالي، فرد عمر الحجر إلى مكانه، ولم يكن بالمسجد جدران تحيطه، فضاق المكان، حيث كانت البيوت مطلة عليه من كل مكان، فاشترى عمر البيوت القريبة من الحرم وهدمها ثم أحاط المسجد بسور قصير، وتم زيادة مساحة المسجد إلى 560 مترا مربعا خلال عام 638 م، وبذلك يصبح عمر بن الخطاب أول من قام بعمل توسعات للحرم المكي.
عثمان بن عفان
تم زيادة مساحة المسجد في عهد عثمان بن عفان لتصل إلى 4390 مترا مربعا، فقد تم هدم البيوت التي تحيط بالمسجد الحرام، وأدخلت أرضها في المسجد، لتصل بذلك نسبة الزيادة في المسجد إلى 2040 مترا، وفي عام 60 هـ، أعاد عبد الله بن الزبير بناء الكعبة بعدما شب حريق فيها أثناء حصار جيش يزيد بن معاوية له في مكة.
الوليد بن عبد الملك
في عام 91 هـ، أصاب الكعبة سيل جارف، فقام الوليد بن عبد الملك بزيادة مساحة المسجد، فكان أول من يدخل الأعمدة التي جلبت من مصر وسوريا في بناء المسجد، وأنشأ الشرفات ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس.
الخليفة محمد المهدي
شهد الحرم المكي تطورات جديدة في عهد الخليفة العباسي الثالث "محمد المهدي" حيث أمر بزيادة مساحة المسجد إلى ضعف المساحة التي كان عليها، وشملت التوسعات الجانبين الشمالى والشرقي.
الخلفية المقتدر بالله
ووسع المقتدر بالله مساحة دارين للسيدة زبيدة، أضيفت إلى مساحة المسجد، وجعل لها بابا كبيرا، والذي يعرف باسم "باب إبراهيم "، ثم توقفت زيادة مساحة الحرم في التغيير حتى عهد الدولة السعودية.
توسعات السعودية
في عام 1955، قامت السعودية ببناء المسعى من طابقين، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، وتم توسعة منطقة المطاف في صحن الكعبة كما هي على شكلها الآن.
وأصبحت عمارة المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193.000 مترًا مربعًا، بعد أن كانت 29.127 مترًا مسطحًا، أي بزيادة قدرها 131.041 مترًا مسطحًا، مما جعل الحرم يتسع لنحو أربع مائة ألف مصلٍ.
الملك فهد بن عبد العزيز
تعدة من أبرز التوسعات التي أدخلت على الحرم المكي منذ 14 قرن؛ حيث تضمنت التوسعة إضافة جزء جديد على مبنى المسجد الحالي من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير، بين باب العمرة وباب الملك، كما شملت تجهيز الساحات الخارجية، وتصبح بذلك مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد توسعته، والسطح، وكامل الساحات 356.000 مترًا مربعًا.
الملك عبد بن عبد العزيز
توسعات جديدة شهدها المسجد الحرام في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال عام 2013، فقد أمر بتنفيذ مشروع عملاق يشمل المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به بدءًا بالجهة الشمالية، لاستيعاب ما يصل إلى مليوني مصلٍ في آن واحد، وتشمل التوسعة الساحات الخارجية للمسجد التي تضم دورات مياه، وممرات وأنفاقًا، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة.
وتشمل توسعة ساحات الحرم من جهة الشامية، تبدأ من باب المروة وتنتهي عند حارة الباب وجبل هندي بالشامية وعند طلعة الحفائر من جهة باب الملك فهد، وهذه التوسعة عبارة عن ساحات فقط، ومقترح إنشاء 63 برجًا فندقيًا عند آخر هذه الساحات، وتم الأنتهاء من تلك الأعمال خلال عام 2015.
إزالة الطواف المعلق
وشهد العام الجاري إجراءات توسعية جديدة للحرم المكي، ففي 3 أبريل 2016، اتخذت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، قرارا بإزالة الطواف المعلق المؤقت المحيط بالكعبة قبل حلول شهر رمضان، وذلك في توسعة جديدة للمطاف للاستفادة من كامل صحن المطاف الأرضي والأدوار، خلال رمضان المقبل.
وفي 25 أبريل الجاري، كشف رئيس اللجنة الفنية لمشروعات المسجد الحرام الدكتور فيصل وفا، أن أعمال إزالة المطاف المؤقت شهدت تقدمًا ملحوظًا؛ حيث تمت إزالة أكثر من 82% من حلقة المطاف، وبلغت أعمال الإزالة أكثر من 58% من كامل جسور الدخول والخروج المرتبطة به، مشيرًا إلى أنه تمّ من خلالها إزالة 34 عمودًا و256 كمرة و596 من ألواح السقف ومتوقع الأنتهاء من كافة الأعمال خلال شهر.