رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا تريد أمريكا من مصر ؟! (3)


لا يتوقف البعض كثيرًا حول التصريحات الخاصة للزائرين الأمريكيين للقاهرة التي أطلقوها في ختام زيارتهم لها والتي تتعلق بعضها باستئناف الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا أو دعم الشراكة العسكرية بين البلدين.. فهم يرونها مجرد تصريحات لا تتجاوز النطاق الدبلوماسي من الطبيعي أن يتحدث بها ضيف لبلد ما.


بل إن هذا البعض يعتقدون أن هذه التصريحات الخاصة بالحوار الاستراتيجي والشراكة العسكرية تحديدًا ربما تعكس مطالب أمريكية جديدة من مصر، وأن هذه المطالب تدور حول الزج بمصر في أعمال قتال عسكرية برية خارج أراضيها من خلال تشكيل قوة عربية برية للتصدى للإرهاب، وبذلك يمكن توريط مصر في مغامرات عسكرية واستنزاف الجيش المصرى في حروب ليست مصيرية وشغله عن الدور المهم الذي يقوم به الآن في تأمين الحدود والأراضي المصرية وحماية الأمن القومى المصرى فضلا عن مشاركته في عمليات البناء الاقتصادى التنموى.

أي أنه بعد الإخفاق الأمريكى في توجيه ضربة قوية للقوات المسلحة المصرية من خلال وضعها في وضع المواجهة مع الشعب بالترويج من خلال رجال أمريكا للشعار الخبيث (حكم العسكر)، فإنها تحاول النيل من الجيش المصري بتوريطه في حروب تستنزفه وتشغله عن القيام بمهامه الرئيسية في حماية كيان الدولة المصرية.

وقد يكون ذلك واردًا أو غير مستبعد، خاصة أن هناك دوائر مهمة تسهم في صنع السياسة الخارجية المصرية لا ترتاح لوجود قوات مسلحة مصرية قوية وترى أن تصفية أو إضعاف هذه القوات من شأنه فتح الباب على مصراعيه للنيل من كيان الدولة الوطنية في مصر.. ومع ذلك فاتنى هدف تكتيكي آخر للزيارات الأمريكية الأخيرة.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية