طاقة الانشطار وطاقة الاندماج
يقوم العلماء والباحثون بجهود مضنية لإيجاد بديل للطاقة الأحفورية أي الطاقة المستخرجة من النفط والفحم والغاز ولإنتاج الطاقة الكهربائية التي لا تستقيم حياة الإنسان بدونها.. ذهب العلماء إلى الطاقة الذرية للحصول على الطاقة الكهربائية وكل البحوث تدور حول تكلفة الناتج الأخير.. الطاقة موجودة في الكون.. خلقها الله جل وعلا كما خلق الجاذبية وما علينا إلا أن نستخرجها ونستعملها.. وجد الإنسان أن الطاقة لا تستحدث مثل المادة أي لا تخلق.. لا يستطيع إنسان أن يخلق مادة جديدة أو طاقة من العدم.. هذا خلق الله.
يقول الخبراء إن الفحم والنفط والغاز في الطريق إلى النضب.. وفكر العلماء في البديل وأنشأوا المفاعلات الذرية ووجدوا أن تكلفتها أقل كثيرًا في المدى الطويل وأنها أرخص أنواع الطاقة.. والمعروف علميًا أن علينا أن نبذل طاقة لإنتاج طاقة بمعنى أن نحرق الفحم لكي يشتعل وينتج حرارة ويسخن الماء لكي يتحول إلى بخار ويدير البخار مراوح التوربين وتنتج الكهرباء أي أننا نحول الطاقة الحرارية إلى طاقة حركية التي تتحول إلى طاقة كهربائية.
والمعروف اقتصاديًا أن طاقة الغاز تنتج خمسة أضعاف التكلفة وطاقة الفحم تنتج 11 ضعفًا، أما الطاقة الذريــة فتنتج 16 ضعفًا وهى حتى الآن الأرخص.. وفكر الخبراء في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهذه أنواع حديثة لإنتاج الطاقة لم تصل إلى البعد الاقتصادي الذي يجعلها في متناول اليد من الناحية الاقتصادية.. أنواع الطاقة البديلة والمتطورة مازالت في مرحلة التجارب وفى حاجة إلى بعض الوقت حتى تحدث انفراجة..
ومن الناحية العلمية فإن طاقة الانشطار هي الطاقة الذرية التي تعتمد على اليورانيوم المخصب التي تنشطر نواته وينتج عنها طاقة حرارية تسبب غليان الماء ويحرك البخار الناتج التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية.. أما طاقة الاندماج فهى عكس الذرية وتقلد ما يحدث في الشمس من اندماج الهيدروجين والهليوم اللانهائي إلى أن يأذن مالك الملك.. وينتج طاقة حرارية هائلة وكذلك طاقة ضوئية والأهم من هذا أنها مجانية لا تكلف البشر شيئًا لكن الصعوبة الوحيدة أن الاندماج النووي يلزمه حرارة رهيبة عالية جدًا تصل إلى عشرين مليون درجة مئوية وهذا ممكن عمليًا لكنه عالي التكلفة..
ويقول أحد العلماء إن مفاعل الاندماج هو قطعة من الشمس وإن المحطة الكهربائية ذات قوة جيجاوات واحد (ضعف السد العالى تقريبا) تعطى مليار وات قد يغذي مدينة كبيرة ويلزم لهذه المحطة عشرة آلاف طن فحم يوميًا أي حمولة قطار ذو مائة عربة وأن بطارية لاب توب قد تولد كهرباء تكفي استهلاك شخص من الكهرباء مدة ثلاثين عامًا.. "الشمس والقمر بحسبان".. صدق العلى العظيم.
وأقترح أن نشترك في الأبحاث العلمية التي تجرى الآن في مجال طاقة الاندماج لكي نكون على دراية بما يجري في العالم حولنا ولماذا لا نكلف مثلا جامعة زويل بهذه المهمة العلمية الصعبة بدلا من المنظرة الفارغة والحفلات والندوات التي لا طائل منها..