رئيس التحرير
عصام كامل

الفرص والتحديات أمام صفاء حجازي!!


الإعلامية صفاء حجازي تولت أمس الأول رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو أعلى منصب في الإعلام الرسمي المرئي والمسموع، وهي مسئولية غاية في الصعوبة، حيث ورثت تركة ثقيلة كلها مشكلات وتحديات، وفي ظروف صعبة، فالدولة تتعرض لمخاطر كثيرة داخلية وخارجية وهناك أزمة حقيقية بين الدولة والإعلام، والانطباع السائد لدى الجميع بما في ذلك الحكومة أن الإعلام الخاص هو الذي يقود الرأي العام، وهو انطباع حقيقي وله أسبابه ونتائجه السيئة على البلد..


فمن أهم أسبابه تراجع دور الإعلام الرسمي، وأعني هنا ماسبيرو بقنواته التليفزيونية والإذاعية، أنه ترك الساحة للفضائيات الخاصة فأصبحت الأكثر تأثيرًا في المجتمع، أما النتائج فهي كارثية لأن الإعلام الخاص والذي يمتلكه رجال الأعمال فهدفه هو تحقيق الربح، وتتحكم فيه وكالات الإعلان، وللأسف الشديد فإن الإثارة هي التي تجلب الإعلانات، ومصلحة الوطن والإثارة لا يجتمعان بل كلاهما ضد الآخر، ومن هنا تأتي أهمية عودة الإعلام الرسمي لقيادة الرأي العام..

ليكون الأكثر تأثيرًا في المجتمع وهي مهمة صعبة أمام صفاء حجازي ولكنها ليست مستحيلة، تتطلب أولا إرادة حقيقية للقيام بهذا الدور ثم اختيار الأكفاء الذين يؤمنون بأهمية الإعلام الرسمي في مساندة الدولة المصرية، وإعادة ثقة المواطن فيه، فمطلوب قيادات مبدعة وليست موظفة، فمرحلة أكل العيش لا يمكن أن تستمر، كما يجب ألا تشغل بالها بأي خلافات سابقة وأن تتفرغ للعمل لأن الإبداع لا يجتمع أبدًا مع الصراعات والخلافات الشخصية وتصفية الحسابات..

وماسبيرو على قدر مشكلاته الكثيرة فإنه مليء بالجواهر التي إذا أحسن استغلالها وتوظيفها فإنها قادرة على إعادة أمجاده تلك الكوادر التي تحمل على أكتافهم الآن نجاح القنوات الفضائية وكأن ماسبيرو أصبح مزرعة تفريغ كوادر، لا يستفيد منها بل يلتقطها القطاع الخاص، فكيف إذًا يستطيع الفوز وهو يفرط في نجومه للفريق المنافس؟

فأشهر مقدمي برامج التوك شو في القنوات الفضائية الخاصة حاليًا هم أبناء ماسبيرو ومازلوا على قوته، وهم بذلك يرتكبون جريمتين الأولى أنهم تركوا المكان الذي تعلموا وتدربوا فيه للعمل في وسيلة أخرى منافسة متحايلين على القانون، والجريمة الأخرى هي حجزهم وظائفهم في ماسبيرو منذ عشرات السنين فلا تستطيع الدولة تعيين جدد رغم العجز الشديد في هذه النوعية من الوظائف..

فأعتقد أنه مطلوب قرار جريء من أول سيدة تتولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون إما بعودة أبناء ماسبيرو إليه أو إقالتهم حتى تستطيع تعيين بدلا منهم على درجاتهم المالية، ما يعزز فرص حجازي في نجاح مهمتها إذا أحسنت استغلالها أن هناك ملايين المواطنين المصريين خاصة البسطاء منهم مازلوا لا يثقون إلا في التليفزيون الرسمي وأن الإذاعة الرسمية لا يوجد لها منافس من إذاعات خاصة كثيرة، وأنه بقليل من الاهتمام بمشكلات المواطنين سوف يجذب المشاهدين والمستمعين..

الفرق بين النجاح والفشل قليل من العمل ولكن بإخلاص وضمير؛ ولأنه ليس لدينا رفاهية في الوقت فلابد وسريعًا أن تبدأ حجازي وأن تمنح المعلنين عروضًا خاصة حتى تجتذبهم فلدينا أكثر من ألف ساعة إرسال يومي تليفزيون وإذاعة من ماسبيرو، وكذلك مجلة صحفية فلماذا لا نمنح المعلن تخفيضات كبيرة حتى تحقق أموالا تساعد في التطوير؟

الموارد سوف تظل عقبة أمامها والدولة لن تستمر طويلا في التمويل إذا ظل دور ماسبيرو في تراجع تاركًا الساحة للقنوات الخاصة.. وللحديث بقية. 
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية