رئيس التحرير
عصام كامل

من يخلف «باراك أوباما» في الشرق الأوسط بعد رحيله؟.. خطته انقلبت عليه بسياسة حليفته تركيا في العراق وسوريا.. مصر وإسرائيل يتجهون لروسيا.. بريطانيا وفرنسا يتنافسون على ليبيا

 الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي باراك أوباما

كان من المفترض أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى المملكة العربية السعودية زيارة وداع نظرًا لقرب انتهاء ولايته الأخيرة في رئاسة الولايات المتحدة، ولكن بدلًا من ذلك كانت زيارته، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، غير مرغوب فيها ووقتها غير مناسب على الإطلاق.


بدأت الزيارة في المطار، عندما أرسل العاهل السعودي الملك سلمان أحد أبناء إخوته لاستقبال "أوباما" لدى وصول الرياض، وهو ما اعتبرته الصحف الأمريكية لافتة ذات مدلول دبلوماسي كبير خاصةً وأن الملك السعودي استقبل ضيوفًا آخرين بنفسه.
ولفتت صحيفة "نيويورك بوست"، في تقرير لها، إلى الابتسامات المزيفة والبيانات غير المقنعة عن التضامن بين البلدين أثناء الزيارة.

خطة فاشلة

ونوهت الصحيفة، بأن خطة "أوباما" كانت التخلص من الحلفاء القدامى على أمل تحويل الخصوم إلى أصدقاء جدد، ولكن بكل تأكيد فشل، موضحةً أنه ولا خصم من خصوم الولايات المتحدة القدامى سواء جماعة الإخوان في مصر أو الملالي الخمينية في إيران أصبحوا حلفاء لها.

وفي نفس الوقت، بدأ حلفاء واشنطن القدامى يبحثون عن حلفاء جدد مثل الصين وروسيا، فيما أكدت الصحيفة أن التحالفات القديمة ونفوذ أمريكا في منطقة الشرق الأوسط ينهارون، فجامعة الدول العربية، المكونة من 22 دولة وبدأت كمبادرة بريطانية عام 1945، أصبحت مجرد شبح لا قيمة له، زاعمةً أنها غير قادرة على العثور على أمين عام جديد أو حتى مدينة آمنة لعقد قممها.

وبحسب الصحيفة، يواجه مجلس التعاون الخليجي مشكلات مشابهة، فهدف تأسيسه كان الخمينية في إيران وصدام حسين في العراق، والآن غاب سلطان عمان وحاكم الإمارات عن قمة الأسبوع الماضي، مرجحةً أن السبب الحقيقي هو نجاح إيران في التأثير على عمان التي استضافت مفاوضات سرية بين طهران وإدارة أوباما.

وأبرزت الصحيفة، أن غياب القيادة الأمريكية أدى إلى الخلط بين حلف الشمال الأطلسي "ناتو" وحلفاء آخرين. فتركيا تلعب لعبتها وغالبًا بشكل يتناقض بشكل مباشر مع لعبة أمريكا في العراق وسوريا.


روسيا والصين
وتتنافس بريطانيا وفرنسا حاليًا ضد بعضهما البعض من أجل التأثير في مستقبل ليبيا من خلال إرسال البعثات العسكرية المنفصلة للحكومة الضعيفة بطرابلس. أما مصر، فهى تنفق ما تحصل عليه من الولايات المتحدة في شراء مقاتلات من فرنسا وأسلحة أخرى من روسيا، بحسب الصحيفة.

كما أن إسرائيل تحاول تنويع اتصالاتها والدليل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى موسكو. وأيضًا باكستان اتجهت للصين لتحميها، فيما تقف منافستها الهند مع روسيا وإيران للسيطرة على أفغانستان وآسيا الوسطى.
الجريدة الرسمية