رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. زوجة شهيد الكتيبة 101 تروي اللحظات الأخيرة له قبل استشهاده

فيتو

أكدت المهندسة مروة قنصوة، زوجة الشهيد العميد أحمد عبد النبي بيومي قائد الكتيبة 101، أن الله اصطفى زوجها للشهادة، في يوم الأربعاء 27 من يناير الماضي في العريش بسيناء.


وأضافت أنه كان دائم المرور على النقط والكمائن التابعة له، بالرغم من طبيعة وجوده في منصبه كقائد للكتيبة، وأشارت إلى أنه في هذا اليوم كانت درجة الحرارة -9، وكانت رمال العريش يكسوها الثلج، فطلب من قادته أن يعد طاقمًا للقيام بدورية لتبديل العساكر الذين لم يحصلوا على إجازات منذ فترة طويلة ولم يروا أهلهم، فكان الرد من القادة بضرورة الانتظار حتى يذوب الثلج، خوفًا من أن يكون الإرهابيون استغلوا الظروف الجوية وزرعوا عبوات ناسفة ولا يتسنى للقوات رؤيتها في هذا الجو.

لكن الشهيد أصر على المرور، قائلاً لا بد أن أذهب للعساكر وأطمئن عليهم وإذا كان هناك عبوات ناسفة "فلتنفجر فيّ أنا" ويذهب العساكر إلى أهلهم، وهو ما حدث بالفعل، وانفجر اللغم وأدى إلى استشهاده.

وأشارت إلى أنه حر، لا يقبل أن يهزمه شيء حتى الموت، فهزم هو الموت بشجاعته وقدرته، وأكدت أنه هو "أبو البنات"، الذي ترك لهم ميراثًا وكنوزًا من العزة والكرامة ستظل الأجيال تتوارثها بعد أن سطر الشهيد القصة بحروف من نور.

وقالت زوجة الشهيد إن زوجها من مواليد الأول من مارس عام 1974م، وتخرج في الكلية الحربية عام 1995، وحصل على العديد من الدورات والفرق العسكرية وعلى المركز الأول في فرقة مخابرات حربية 2004، وبعدها التحق بالمخابرات الحربية منذ عام 2004 إلى 2012، حتى عاد مرة أخرى إلى الوظائف العسكرية وتدرج في الوظائف القيادية حتى وصل إلى رتبة عميد، وقائد للكتيبة 101 بسيناء واستشهد في 27 من يناير عام 2016.

وتابعت: "تزوجنا في أغسطس عام 2003، وأنعم الله علينا بأربع بنات، وهن جنى، بالصف الخامس الابتدائي في مرحلة التجريبي، ندى، بالصف الثاني الابتدائي بالتجريبي أيضًا، سما، عمرها 5 سنوات، ولما 4 شهور".

وأضافت زوجة الشهيد: "كان عمله ليس مجرد وظيفة وأداء روتيني يومي يقوم به، ولكنه كان على مدى أكثر من عشرين عامًا مخلصًا في عمله لخدمة وتأمين سواحل البحر المتوسط وحدود شمال سيناء، ولم يتنازل أو يتخاذل يومًا عن عمله، فلم أشعر أنه يؤدي وظيفة ولكنه كان يقول دائمًا إن عمله أمانة وقد عاهد الله على تأدية الأمانة على أكمل وجه، فكان يتقي الله ويتقن العمل على الوجه المطلوب ولم يتنصل يومًا من المسئولية".

وأشارت إلى أنه في أيام الإجازات التي كان ينزل لرؤية أطفاله كان تليفونه مفتوحًا على مدى 24 ساعة دائمًا، يتلقى الاتصالات والمكالمات الهاتفية حول عمله ولا يكلّ أو يشتكي يومّا إلا لربه.

وقالت: "كان أثناء العمل يهاتفنا في كل الأوقات، وكنت أقول له أنت لا تنام أبدًا فكان يقول: كيف أنام وقد أمنني الله على أرواح الناس؟"، لافتة إلى أنه بطبيعة عمله لم يكن يتحدث كثيرًا، وكان لا يتحدث عن عمله لأنه يعتبرها أمانة أمام الله، خاصة أن طبيعة العمل تحتاج إلى السرية والكتمان.

وأضافت: "كنت في حالة توتر كبير وقلق دائم مع كل خبر عن عمليات أو هجمات إرهابية يتعرض لها الجنود، وعندما كنت أتحدث معه، كان يردد أنه ليس ملكًا لي ولكنه ملك لله، وأنه يريد أن يموت في المعركة كفارس شجاع قائلاً: إنتي عوزاني أموت جنبكم هنا، شفتي خالد ابن الوليد في أقصى لحظاته بالجرح والألم كان يحزن، لأنه سيموت على الفراش وليس في المعركة ويقول: أيموت خالد كالبعير.. فأنا لن أموت إلا بسلاحي".

وعن زملائه في الكتيبة، أكدت زوجة الشهيد أن زملاءه قالوا لها إنه كان الضابط الوحيد الذي يحفظ مداخل ومخارج سيناء والجبال والطرق بها، وهدم المئات من الأنفاق التي يستخدمها الإرهابيون في الهجوم على الجيش المصري، بالإضافة إلى إحباط محاولات تهريب عبوات ناسفة إلى سيناء، وكان يأبى أن يترك سيناء إلا بعد أن ينال إحدى الحسنيين، إمام النصر أو الشهادة.
الجريدة الرسمية