ماذا تريد أمريكا من مصر !(2)
ليس ثمــة تعــارض بين تآمر أمريكا علينا ومحاولاتها للتخلص من الحكم المصري الحالي، وبيـــــن أن يكون هناك أهداف آنية وتكتيكية للزيارات المتتالية لمسئولين أمريكييــن.. فإن واشنطن بحكم براجماتيتها قــــررت أن تتعامل مع النظام المصري الحالي، ولكن وضعت سقفًا لهذا التعامل غير أنها مع ذلك لم تتخــل عن رغبتهــا أو محاولتها لتغييــــر الأوضاع السياسية القائمة في مصر.
وبالنسبة للأهداف التكتيكية والآنيـــة لزيارات المسئولين الأمريكيين للقاهرة فإن هناك من يراها تتمثل في الحاجة إلى رعاية المصالح الأمريكية الضروريــة في منطقة، والتي تتمثل في دعم أمن إسرائيل والحفاظ على اتفاقيــــــــة الســــــــــلام معها وتأميــــن المـــرور في قنـــاة السويس، وهذه المصالح تحتــاج لاستمـــرار التواصـــل الدبلومـــاسي وأيضًا العسكــــــري مع مصر.
لكن يظــل هذا التفسيــــر غير كافٍ لتلك الزيـارات المتتاليــة والمكثفـــة التي تشهدها مصر من ثلاثة مسئوليـــن أمريكييـــن في أسبوع واحــد.. فإن تحقيــــق التواصل مع مصر لا يحتـــاج لكل هذه الزيــارات المكثفـــة، ربمـــا زيــــارة واحــــدة كل بضعة أسابيــع أو شهــور تكفي، خاصــــــة أن مصـــــر ملتــزمــة بمبادرة الســـلام ولا تقدم على أي شيء يهدد أمن إسرائيل في إطار هذا الالتـــــزام، وفى ذات الوقت هي تؤمن المــرور في قناة السويـــس وتضمـــن سلامة الجميـــع بلا استثناء بل إنها قدمت هديــــة خاصة للعالم بالازدواج الذي قامت به لمجرى القنــاة.. إذًا الأغلب أن هناك هدفًا آخر أو أهدافًا أخرى يبغيها المسئولون الثـــلاثة الذين زاروا مصر في أسبوع واحد، والأغلب أن هذه الأهـــداف لها علاقة بتخصص هؤلاء الزوار... ونكمل غـــدًا.
