رئيس التحرير
عصام كامل

أطنان الجنزوري.. ووعود إسماعيل


من حكومة كمال الجنزوري الأولى عام 1996 إلى حكومة شريف إسماعيل.. آلاف القرارات والإجراءات والترتيبات.. ولا شيء يتحسن على أرض الواقع.

ولماذا حكومة الجنزوري بشكل خاص؟!! منذ أيام جمعتني الصدفة بأحد معاوني طلعت حماد، وزير شئون مجلس الوزراء في حكومة الجنزوري.. وروى كيف كان يسهر حتى بعد منتصف الليل معظم أيام الأسبوع بصحبة حماد ومجموعة كبيرة من موظفي المجلس والمستشارين والمعاونين.. يمضون ساعات النهار والليل في صياغة القرارات ومشروعات القوانين وإعداد المقترحات.. أطنان من الأوراق تخرج من مكاتب مجلس الوزراء.. ولا تمر أيام حتى تكون المكاتب قد أنتجت أطنانًا أخرى من الأوراق.

وطوال سنوات حكومة الجنزوري لم تتوقف عجلة إنتاج الأوراق التي تحمل على صفحاتها دراسات وتقارير.. أعدتها الوزارات والهيئات واللجان من أجل تحسين مستوى المعيشة للمواطنين وحل مشكلات المرور والإسكان والتعليم والصحة وزيادة الصادرات وإقامة المصانع.. هكذا ملأت حكومة الجنزوري الصحف والتليفزيون بهذا السيل من الوعود المعسولة.. لكن لم يطرأ أي تحسن في أي شيء.. بل ازدادت الأوضاع سوءًا.. فقد كان الإنتاج غزيرًا لكنه من الورق فقط.. تمامًا هو ضجيج بلا طحن.

وحديث الرجل أعادني إلى هذه الفترة وكنت وقتئذ مسئولا عن نشر الأخبار في جريدة "الأحرار" اليومية وتذكرت ماكينات الإنتاج في حكومة الجنزوري التي كانت تضخ مئات التصريحات والتقارير والقرارات يوميًا وتقدم الوعود للشعب بأن الغد سيشهد خيرًا ورخاءً.. والنتيجة «صفر كبير».

تكرر ذلك في حكومات ما قبل الجنزوري وما بعدها حتى يومنا هذا.. كل الوزراء والمسئولين بمختلف مستوياتهم يقدمون للناس نفس الوعود ويكررون نفس الكلام.. والشيء الذي بات مؤكدًا أنه لا جديد تحت الشمس.. مشكلات المواطنين وهمومهم كما هي وتزداد يومًا بعد يوم.. والفارق الوحيد أن حكومة الجنزوري كانت تضرب الرقم القياسي في إنتاج أطنان الورق التي تحمل إنجازاتها الوهمية.. أما حكومة شريف إسماعيل فكسرت الأرقام القياسية في استخدام الوسائل الحديثة من الفضائيات والمواقع وفيس بوك وغيرها في إنتاج التصريحات والقرارات التي تتبخر في الهواء ولا نلمس منها شيئًا على أرض الواقع!!
الجريدة الرسمية