رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تخترق عالم الدعارة في العراق.. صحيفة صهيونية تلتقي عراقيات عملن بالدعارة لتسليط الضوء على الظاهرة.. وتستعرض فتيات مارسن الجنس مع رؤساء سجون للإفراج عن أخواتهن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


تجاهلت إسرائيل عالم الدعارة داخل حدودها لتسلط الضوء عليه في العراق "الدولة العربية" التي كانت ذات يوم تملك جيشًا من أقوى الجيوش العربية التي هددت دولة الاحتلال.


وفي تقرير نشرته صحيفة "هاآرتس الإسرائيلية تحت عنوان "رحلة في عالم الدعارة العراقي" أكدت أن النساء في العراق يجبرن على ممارسة الدعارة ويحاولن البقاء على قيد الحياة في واقع الحرب التي لا تتوقف.

وأضافت أن نسبة البطالة في العراق وصلت إلى 15%، وتعاني النساء بشكل خاص من فرص عمل محدودة.

ونقلت الصحيفة عن أمينة (اسم مستعار)، التي تقطن في بغداد، قولها إن المرأة لا تمشي ببساطة في الشارع وتبحث عن عمل"، فإذا أرادت العمل هناك أعمال يُسمح لها بممارستها: أعمال بنكية، أعمال حكومية أو في الأكاديمية، "إذا كانت تفتقد إلى المؤهلات الملائمة يمكنها أن تنظف منازل الجيران"، كما تضيف أمينة، "لكنها لن تذهب وتطرق أبواب الغرباء".

وتابع التقرير أن الخيار الثاني بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضائقة مالية هو المبيت في الشارع، وعندما تيأس المرأة قد تستجيب إلى دعوة الغرباء، كما فعلت ريما (اسم مستعار) قبل سنوات، عندما وصلت إلى المحطة المركزية في بغداد، وحدها وهي حامل.

قادة السجون والرذيلة
وبدأت قصتها حسب التقرير عام 1991، فترة حكم صدام حسين، حينها كان البشر يختفون أو يلقون في السجن من دون محاكمة، ومن بينهم كان أخويها، عندما ذهبت إلى زيارتهما أوضح لها قائد السجن بشكل لا لبس فيه: "سيطلق سراحهما فقط إذا مارست الجنس معه".

وقالت ريما: "إذا رفضت، فسوف يقضيان بقية حياتهما في السجن، وربما يحصلان على حكم الإعدام.. كان هذا الطلب بعيدا عن عالم ريما المحافظ بحسب الصحيفة، لكنها كانت الطريقة الوحيدة أمامها لإنقاذ أخويها، ولم تخبر أحدا بذلك بعد أن استجابت إلى طلب القائد.

وأوضحت: "كانا سيقتلاني"، "كانا سيسألان: لماذا مارست الجنس معه؟! كنا مستعدين للبقاء في السجن وألا تفعلي ذلك!"، فبعد أن جمعها ذلك اللقاء بالقائد تلبية لطلبه، أطلق سراح الأخوين، لكن ريما أصبحت حاملا بعد أن مارست العلاقة الجنسية معه، ومن أجل إنقاذ نفسها وألا يقتلها إخوانها، سافرت من البصرة، المدينة التي تقطن فيها، إلى بغداد، والتقت في محطة الحافلات في العاصمة بـ "مطربة" دعتها للاستضافة في منزلها، "لقد رتبت من أجلي عملية الإجهاض"، كما قالت ريما، لكن بعد فترة قصيرة قالت "المطربة": إن توفير الطعام والسكن ليسا مجانا، وإذا أرادت البقاء في شقتها فعليها أن "تعمل"، أن تغني أو ترقص أمام الرجال، وأن تبيع جسدها، فاستجابت لذلك الطلب، لأنه لم يكن أمامها مناص.

وأعجبت ريما أحد الزبائن، الذي تزوجها مع مرور الأيام، وبفضله استطاعت ترك عالم الزنا والبقاء في المنزل، في أحد الأيام، بعد عدة أشهر من زواجهما، لم يعد إلى منزله، وحينها فقط كشفت لها أسرته أنه كان عضوا في تنظيم "داعش"، قبل فترة طويلة من تصدر التنظيم المتطرف العناوين.

واعتقلت السلطات زوجها وأعدمته، وبقيت ريما لوحدها مجددا ومن دون القدرة على كسب الرزق، فعادت إلى حياتها السابقة في منزل "المطربة"، "كنت امرأة أخرى في تلك الفترة"، كما تقول ريما، "ضعيفة، ميتة".

الملاهي الليلية
بالتوازي مع الحرب توسعت الدعارة على جميع أشكالها، مع عدد لا حصر له من الملاهي الليلية، شقق الدعارة والحانات، تركت المعارك والعمليات الكثير من الأرامل، ووسعت من نطاق الفقر، وعلى هذه الخلفية اضطرت النساء أحيانا وفقًا للتقارير الإسرائيلية إلى التوجه بمبادرتهن إلى الدعارة، في حالات أخرى زوج الأهل بناتهم الفتيات من رجال أثرياء من دول الخليج، لأنهم لم يكونوا قادرين على تمويل معيشتهن، كانت تلك زيجات "متعة"، استغل الرجال زواج المتعة من أجل أخذ نسائهن الجديدات إلى ما وراء الحدود الكويتية وبعد فترة قصيرة من ذلك باعوهن لبيوت الدعارة في الخليج.

بالإضافة إلى ذلك، فقد هرب الكثير من اللاجئين العراقيين إلى الحدود السورية حتى عام 2011، حيث كان المهربون هناك يأخذون بعض الفتيات إلى الملاهي الليلية في دمشق، حدث الأمر نفسه مع اللاجئين الذين ذهبوا إلى كردستان العراق.

دخول المليشيات على الخط
مع الوقت بدأت الميليشيات المسلحة في السيطرة على عالم الدعارة، الذي كان يدار في الماضي من قبل نساء مستقلات استدرجن النساء للدعارة وباعوهن لبعضهن البعض، ولا تزال تدار الدعارة بشكل أساسي من قبل النساء، لكن في أكثر من مرة يجبر عناصر الميليشيات مديرات بيوت الدعارة على "إعطائهم فتيات"، ويهددون بالإضرار بهن وبأسرهن إذا لم يفعلوا ذلك، وإذا كان ذلك لا يكفي، ففي بعض الأحيان تختطف الميليشيات نساء وفتيات من أماكن عامة في بغداد، مباشرة إلى بيوت الدعارة، والتي يدفع بعضها للمقاتلين رسوم رعاية مقابل الدفاع عنهم ضد الشرطة.

وتروي الصحيفة قصة ميساء (اسم مستعار) زُوجت في سن الخامسة عشرة وبدأت بالعمل في ملهى ليلي بعد أن طلقت، وهي واحدة من بين الكثير من النساء في العراق اللواتي زوجن في سن صغيرة، واضطررن إلى الهرب من زوج عنيف وبعد ذلك وجدن أنفسهن في الشارع.
الجريدة الرسمية