رئيس الجامعة الأمريكية الجديد.. هل هو استكمال لمخطط تقسيم المنطقة؟
قرار مجلس أوصياء الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتعيين السفير الأمريكى السابق في القاهرة "فرانسيس ريتشارد دونى" رئيسًا للجامعة الأمريكية، ليبدأ مهام المنصب في يوليو 2016، مثير للقلق ونذير تحرك خطير دال على عدم يأس المتآمرين، واستمرار استراتيجيات وفعاليات تنفيذ المخطط التآمري لتحقيق مأرب العالم الغربي تجاه مصر التي ما زالت وستظل بإذن الله حجر العثرة الدائم تجاه إتمام ما يتمنون ويخططون له في المنطقة..
فمصر تلك الدولة العنيدة، التي عصيت على مخططاتهم ومحاولاتهم المستميتة والدءوبة والتي تقضي -كما ذكر كسينجر وزير خارجية أمريكا في عصر سابق في مذكراته- بأن ضمان نجاح تنفيذ المخطط الاستعماري الجديد يشترط أن تكون مصر مجرد دولة ضعيفة طافية على السطح ليست قائمة ولا غرقى.. بمعنى أن تظل مصر شبه دولة لا حول لها ولا قوة إلى أن تكتمل مخططاتهم الاستعمارية ويتم تحويل وتقسيم الشرق الأوسط القديم إلى شرق أوسط جديد -على حد وصفهم- بما يخدم مصالحهم واستراتيجياتهم وبالطبع يخدم مصالح دويلة الاحتلال الصهيوني إسرائيل.
كما لا يخفى على أحد آليات تنفيذ مخططات الاستعمار بشكله الجديد من نهب ثروات الدول واستنزاف طاقاتها ومواردها وإشعال الفتن والحروب الأهلية بها وتخريب العقول وتجريف الكفاءات والعمل الدءوب على استمرار عملية التنفيذ دون أن يتحرك جندي واحد من بلاده أو يصاب بأذى، فالسياسة التآمرية الجديدة هي تفعيل خاصية التدمير الذاتي للدول المستهدفة، لضمان استمرار تبعيتها والهيمنة عليها بما يضمن الحفاظ على إمبراطورية وقوة أمريكا كدولة كبرى ومهيمنة في المنطقة وكقطب أوحد يتحكم في مصائر الدول ويضمن دائمًا ألا تقوم قائمة لأي كيان آخر في المستقبل القريب أو البعيد يهدد تلك القوة أو يناطحها وكذلك حفاظًا على مصالح إسرائيل طفلها المدلل وراعي مصالحها في الشرق الأوسط.
لم أستغرب قرار تعيين رئيس الجامعة الأمريكية في مصر ريتشارد دوني رغم عدم كونه شخصية جامعية أو أكاديمية ذات دراسات عليا أو حائز على درجة علمية، بل إن كل مؤهلاته أنه عمل لفترة طويلة بجهاز الاستخبارات الأمريكية وحقق نجاحات في تحقيق المهام التي كلف بها، فيكفينا أن نعرف أن هذا الشخص قد تقلد مناصب في أجهزة المخابرات الأمريكية، كما عمل كرئيس وحدة قوة مكافحة الإرهاب في الإدارة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر، وتلاها أدوار في التمهيــد للمسرح السيــاسي والشعبى في العراق لإسقاط نظام صدام حسيــن في الفترة من 1999 حتى 2001 في ظل وزارة مادلين أولبرايت التي بدأت تحقيق مسلسل فوضى المنطقة والقضاء على أعتى الأنظمة العربية.
إذا نظرنا لهذه المؤهلات بعين التقييم والتأمل، فسنجدها ملائمة لمنصب دبلوماسى أو سياسي -أكثر منها لمنصب أكاديمي- لديه خبرة غير عادية للعب دور مؤثر وخطير في مصر والمنطقة بأكملها، خاصة في ظل حالة الاضطراب الواضحة والمحيطة بأمننا القومي الآن، وليس مجرد منصب أكاديمي في جامعة حتى وإن كانت دولية فهى في النهاية على أرض مصرية، كما أن الأدوار التي ذكرتها حيثيات قرار تعيين ريتشارد دونى تنذر بالدور الخطير والمثير لكثير من التساؤلات حول طبيعة العمل والدور الحقيقى الذي ستقوم به الجامعة الأمريكية في القاهرة خلال الفترة المقبلة.
يا شعبنا الحبيب انتبه جيدًا وتابع خطوات أعدائك الماكرة وتحسّب لها، لا تنساق وراء الأخبار والشائعات والفتن ولا يلهينك فراقيع التوافه والفضائح المصطنعة، التي يغذيها إعلام متدني الفكر ويشرف عليها أناس لا ينتمون للوطن، بل ينتمون لمن يدفع أكثر، والوطن عندهم مجرد حفنة من تراب عفن على حد تعبيرهم، ولا تنشغلوا بأي شيء سوى العمل وبذل العرق وتقوية وحدتنا الوطنية لحفظ كيان وبقاء دولتنا الغالية، فلن نجد وطنًا دافئا يحن علينا مثل هذا الوطن الذي ظل وسيظل دائمًا بإذن الله ملجأ حاميًا لكل مظلوم أو مقهور، وسيظل دائمًا درعًا حصينة تدافع عن قضايا الأمة وتزود عنها مخططات الأعداء والمتآمرين، ولا عجب فقد قيل عن مصر وأهلها إنهم في رباط إلى يوم الدين، حفظك الله يا بلادي وأدام عليك نعمة الأمن والأمان والسخاء والرخاء.. فانتبهوا يا سادة ولا تغفلوا عن عدوكم.