أشرف صبحي ووزارة الشباب وطرد الكفاءات!
لا أنكر علاقتي القوية والطويلة من سنين بالدكتور أشرف صبحي، مساعد وزير الرياضة المستقيل.. كما أؤكد أنني لم أحاول استغلال هذه العلاقة منذ توليه هذا المنصب اللهم إلا اتصالا وحيدا كان للعتاب فقط لا غير.. أيضًا لم أفاجأ بقرار تقديم استقالته من منصبة لأنني كنت أتابع أحواله عبر صديق مشترك وعلمت الكثير عما يجعله مجبرًا على تقديم الاستقالة في أي وقت بحكم معرفتي بشخصيته.
وأنا هنا لست بصدد الحديث عن قدرات وإمكانات ومؤهلات الدكتور أشرف صبحي التي تجعله قادرًا على أن يقود الوزارة بمفرده وبشكل مميز للغاية.. ولست أيضًا مطالبًا بالهجوم على الوزير خالد عبد العزيز الذي أعتقد أنه السبب في إجبار صبحي على الاستقالة.. ولن أكشف عن أسرار خطيرة قد يكون التوقيت غير مناسب لها.. ولكن سأتحدث باختصار شديد عن هذا المكان ( وزارة الشباب والرياضة )، حيث إنني تعاملت مع كثيريــن من وزرائه طوال السنوات الماضية.
فوزارة الشباب والرياضة هي من وجهة نظري "مقبرة" لمن لا يفهم طبيعة العمل فيها.. فكل وزير يتولى المسئولية في البداية يحاول الوصول للمدينة الفاضلة ويعلن أن وزارته ليست لكرة القدم فقط ثم بمرور الوقت يجد نفسه قابعًا في مستنقع مشكلات كرة القدم ويتحول إلى وزير لكرة القدم وليس وزيرًا للشباب والرياضة.. أيضًا يقع الوزير المسئول في هاجس الجلوس على الكرسي لأطول فترة ممكنة، وبالتالي لابد من إبعاد من هم خطر على الكرسي من وجهة نظره ونظر المحيطين به من موظفي الوزارة.. رغم أن ما يقولونه له سبق أن قالوه لمن سبقوه بنفس الطريقة.. وبالتالي يتحول الوزير لشخص آخر لإحساسه بأنه قام بعمل عظيم وكبير وحقق إنجازات لم تتحقق من قبل ولا يدري أن مباراة كرة قدم قادرة على زعزعته من مكانه لأنه رضخ في النهاية لأن يكون وزيرًا لكرة القدم فقط.
أعتقد أن جميع الوزراء الذين تعاملت معهم وقعوا في هذا الفخ بدءًا من المرحوم ممدوح البلتاجي ومرورًا بأنس الفقي وعلي الدين هلال والمهندس حسن صقر ثم طاهر أبو زيد والعامري فاروق العامري.. ويمكن استثناء المهندس المحترم حسن صقر من حيث طبيعة التحديات والإنجازات وحجم العمل خلال فترته والتي كانت لها ظروف خاصة.
ولذلك ستظل وزارة الشباب والرياضة مكانًا ملغمًا طاردًا للكفاءات جاذبًا لأصحاب المصالح راضخًا للعبة الشعبية الأولى في مصر وهي كرة القدم.. فوزارة الشباب والرياضة بوضعها الحالي خسرت الدكتور أشرف صبحي الكفاءة العلمية والعملية لأسباب ليست لها علاقة بالعمل وإنما بالهواجس !