رئيس التحرير
عصام كامل

مفيش مشكلة خالص.. عن محمد صبحي أتحدث


سعدتُ كثيرًا عندما شاهدت أمس الأول برنامج "مفيش مشكلة خالص" للفنان محمد صبحى؛ حيث وجدت أنه يُقدم من خلال هذا البرنامج قيم إيجابية تُسهم في بِناء الوعى المُجتمعى بل تُعظّم من قِيم المُشاركة وقِيم الإنسانية؛ فقد قدّم حلقة عن ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن الفنان محمد صبحى أطلق عليهم "ذوي القدرات الفائقة" وقد صدق..


قدم نماذج منهم تجاوزت التحديات وتجاوزت الإعاقة، وقدمت قدرات فائقة يعجز عنها الإنسان العادي، وفى سياق حديثه وجدته يتحدث عن التحدى بصورة إيجابية، وعن مفهوم الإنسانية العام ومفهوم المشاركة، بل قدّم مفهوم الحب الإنسانى الذي يتجاوز كل التعقيدات، وأثناء عرض البرنامج، ذهبت بتفكيرى إلى البرامج التي تُقدم على بعض القنوات الفضائية والتي من شأنها التقليل من قيمة الإنسان والتقليل من قيمة الوطن والاستخفاف بأى فعل بل عقدتُ مقارنة بين ما فعله محمد صبحى في هذه الحلقة من استدعاء رموز مصر التنويرية والثقافية عندما قدم شاب عنده موهبة الرسم بصورة فائقة السرعة وقام برسم كل من طه حسين رمز من رموز التنوير، وعمار الشريعى وعبد المطلب من رموز الفن، وغيرهم.

وعقدتُ مقارنة بين ما يقدمه محمد صبحى من الاعتزاز بهم والربط بين رموز أسهمت في إثراء الفن والثقافة وبين الشباب الآن، وبين ما تقدمه بعض البرامج من الاستخفاف ببعض المفاهيم والقيم والرموز والتي تعتبر جزءًا من هويتنا المصرية الأصيلة ؟ وأطرح السؤال لعزيزى القارئ ماذ لو قدمت هذه البرامج من خلال بعض القنوات حلقات قيمية وتنويرية وثقافية وفنية تسهم في بناء الوعى وتسهم في التفكير النقدى والحوار القائم على النقد الإيجابى الفعّال في سياق المعايير والثوابت المجتمعية؟ وأن تتخلى عن تجارة الإعلام والاستخفاف بالمواطن والوطن.

فالإعلام له دور كبير وله ميثاق شرف ولكن أرى الآن بعض من الذين يشتغلون في هذا المجال وخاصة بعض القنوات وبعض البرنامج، إما أنهم لا يدركون ما هي مهمتهم الأصلية وإما أنهم يُدركون ما يفعلونه بالوطن وبعقلية المواطن، وفى الحالتين المصيبة أعظم وأكبر.

كل هذا دار بخاطرى وأنا أُشاهد برنامج "مفيش مشكلة خالص" للفنان المُثقف والمُدرك والواعى الفنان محمد صبحى والذي يَعى اللحظة التاريخية والظروف الراهنة التي تمُر بمصر الحبيبة، ويعي تمامًا أن الفن والفنان والإعلام عليهم دور كبير في بناء الصورة الذهنية للأوطان، ليت كل البرامج التي تُقدم الآن تعمل من خلال هذه الأيديولوجية؛ أيديولوجية بناء الوعى الإنسانى.
الجريدة الرسمية