رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري: الفراعنة أول من حرروا بلادهم من الاحتلال الأجنبي

الباحث الأثري أحمد
الباحث الأثري أحمد عامر

قال الباحث الأثري أحمد عامر، إننا في شهر أبريل من كل عام نحتفل بذكرى تحرير الأرض وتطهيرها من الاحتلال الأجنبي، إلا أن ذلك الاحتلال لم يكن الأول على أرض مصر، فقد احتلت مصر قديما في عهد الفراعنة من جانب "الهكسوس" الذين أقاموا دولتهم التي امتدت من شرق الدلتا ثم مصر الوسطي حتى أسيوط، ودولة "الهكسوس" شملت عصور الأسرات الخامسة عشر والسادسة عشر ثم السابعة عشر في الشمال، أما في الجنوب فقد تكونت أسرة من حكام طيبة يطلق عليها أيضًا الأسرة السابعة عشر.


وأوضح أن العلماء اتفقوا على أن "الهكسوس" دخلوا البلاد في عام 1710 ق.م وأسسوا عاصمتهم "أواريس" أو "أفاريس" وهي مدينة "صان الحجر" حاليًا، وأقاموا فيها معبد للإله "سوتخ" وهو الإله "ست" عام 1680 ق.م ثم طردوا من مصر نهائيًا عام 1570 ق.م، أما عن أهم الملوك الذين تركوا لنا آثارًا لهذا العصر هو الملك "خيان" التي لم يُعثر عليها في مصر وحدها بل في البلاد المجاورة أيضًا.

وأكد "عامر" أن حكم "الهكسوس" لمصر كان هو العامل القوى الذي جعل الشعب المصري شعبًا محاربًا طلب الحرية فنالها، ثم عرف طعم الحرب وتذوق طعم الانتصار، ويُستدل على ذلك من البردية التي تقول إن ملك "الهكسوس" المدعو "أبيبي" أرسل رسولًا إلى "سقنن رع" أمير طيبة يحذره من عاقبة صياح أفراس البحر التي تقطعن مياه طيبة وتزعج ملك "الهكسوس" في عاصمته "أواريس" أو "أفاريس" وتمنعه من النوم ليلًا ونهارًا، وتعتبر هذه الرسالة بمثابة الإستفزاز الرسمي الذي تلته الحرب، ونعتقد أن الحرب بدأت في عهد "سقنن رع" إذ عثرنا على جثته المحنطه ويتضح منها أن الأمير قد لقي حتفه في الحرب وتولي بعد إمارة طيبة ولده "كامس" الذي حاول جاهدًا إضرام نار الثورة بين مواطنية ورجال بلاطه الذين رغبوا في أول الأمر عن الحرب قانعين بما هم فيه ولكن إضطروا إلى مواجهة "الهكسوس" وإتمام الرسالة الكُبري التي بدأها "سقنن رع".

وأشار "عامر" إلى أن الملك "أحمس الأول" أكمل حرب التحرير وقد طُرد على يدية "الهكسوس" حيث سقطت "أواريس" أو "أفاريس" آخر معتقل احتمى به الأعداء نتيجة الحصار الذي تم لها كما قام أيضًا بتتبعهم وحصارهم عند مدينة "شاروهين" لمدة ثلاث سنوات حتى اضطروا للجلاء عن الحصن، بل لم يكتفِ بتطهير البلاد منهم لكنه أيضًا طاردهم حتى فلسطين وشتت شملهم وتخلصت البلاد من عبثهم وظلمهم، وهكذا أتم "أحمس الأول" ما لم يتمه شقيقيه، والملك "أحمس الأول" يُعده التاريخ رأس الأسرة الثامنة عشرة وواضع حجر الأساس في بناء الإمبراطورية المصرية، وكان لطرد "الهكسوس" آثر بالغ الأهمية حيث انتعشت الروح العسكرية في مصر انتعاشًا لم تعرفه الدنيا من قبل ونهضت البلاد من الناحيتي الحربية والسياسية في آن واحد وقد أصابها التوفيق في بناء الإمبراطورية المصرية على أساس التوسع وتأمين الحدود المصرية وضمان سلامتها.

وقال "عامر" إن الاحتفال بالانتصارات في عهد الفراعنة كانت تُحكي على جدران المعابد التي يقومون بتشيدها حيث كانت تبرز دور الملك وشجاعته والروح التي يبثها في نفوس الجنود من خلال وجوده في الصفوف الأمامية لتشجيعهم وتحمسيهم وبث في نفوسهم الطمأنينة، كما كان يقوم بتقديم القرابين للآلهة كنوع من أنواع الشكر لهم على ما قدموه له من عون في حربه ضد أعدائه.
الجريدة الرسمية