رئيس التحرير
عصام كامل

«ساويرس»: الكرة في ملعب البرلمان لحسم أزمة «تيران وصنافير»

المهندس نجيب ساويرس
المهندس نجيب ساويرس

 تناول رجل الأعمال نجيب ساويرس، في مقاله بـ«أخبار اليوم»، قضية جزيرتي «تيران وصنافير»، وهجوم عدد من القوى السياسية والشباب على الرئيس بسبب اتفاقية ترسيم الحدود، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب البرلمان، ولابد أن يشكل لجنة من القانونيين والمؤرخين والمتخصصين في القانون الدولي والتاريخ والجغرافيا وترسيم الحدود البحرية لحسم الأمر.


 وقال ساويرس في مقاله: «إن قناعتي هي أنه لا يمكن لرجل عسكري وضع حياته على كفه عندما استجاب إلى شعبه في 30 يونيو أن يفرط في ملليمتر واحد من أرض مصر! إحساسي أيضًا أن الرئيس لابد أنه قد اتخذ هذا القرار بعد أن تأكد من الحقائق التاريخية ومن ملكية هذه الجزر، وأنه لديه من الأسباب المعروفة والمعلنة وأيضًا غير المعلنة، أي التي لا يمكن البوح بها والتي تستوجب هذا الإجراء، فلقد وضعنا ثقتنا فيه، ولن نأتي الآن لنخوِّنه!».

 وأضاف رجل الأعمال: «التقيت بالبابا شنودة رحمه الله في لقاء خاص عقب حملة شديدة ومظاهرات لرعية كنيسة قرر البابا نقل الكاهن بها إلى مكان آخر، فتظاهر رعية الكنيسة، وطالبوا بإلغاء القرار، ووصل الأمر إلى التطاول والإساءة لقداسة البابا، وظل البابا على موقفه دون أن يرد أو يتراجع عن القرار، فسألت البابا: يا سيدنا لماذا لا ترد على الناس أو تجيبهم إلى طلبهم وتخلص من الشوشرة والضجة؟ فقال لي: ليس كل ما يعرف يقال، هل تريدني أن أقول للناس ما الذي كان هذا الكاهن يفعله فتهتز صورة الكنيسة ويهتز إيمان الناس؟ أفضل أن أتحمل كل هذا وآخذه على نفسي ولا تتأثر الكنيسة، فالناس تحكم وهي لا تملك كل المعلومات، وأنا لا أستطيع أن أصرح بها! وتذكرت هذه القصة عندما أثيرت الضجة حول قضية الجزيرتين تيران وصنافير، وتعرض الرئيس لحملة غير المسبوقة من الهجوم».

 وتابع ساويرس: «قناعتي أيضًا أنه كان هناك قراران أحلاهما مر، فما بين رفض إعادة الجزر أو إعادتها فلكل قرار منهما حساباته من المنظور الوطني والسياسي والاقتصادي يتبعه خسائر ما مع اختلاف نوعيتها وحجمها بالنسبة لكل قرار، أي أنه لا يوجد قرار رابح، بل القراران لهما خسائرهما المحتومة! ولذلك فإن على كل من يرفع الراية ويؤجج النقاش ويبعده عن الهدوء والتعقل أن يضع نفسه في مكان صاحب القرار الذي يتحمل التبعات ليجنب الوطن تبعات أشد! فما أسهل النقد وما أصعب القرار!».

 واستكمل رجل الأعمال: «قناعتي أيضًا أن علاقتنا مع المملكة السعودية والإمارات علاقة إستراتيجية في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، وبالتالي فتناولنا لهذه القضية يجب أن يكون بحرص واحترام مراعاة لحساسية الموقف وتقديرًا لمواقف المملكة ودعمها الدائم في وقت الشدائد».

 واختتم ساويرس قائلًا: «أخيرًا: قناعتي أننا كشعب ودولة لن نقبل أن نحتفظ بما ليس لنا لو ثبت عدم ملكيتنا، لأننا دولة وشعب محترم! الكرة الآن في ملعب البرلمان الذي نرجو أن يشكل لجنة من القانونيين والمؤرخين والمتخصصين في القانون الدولي والتاريخ والجغرافيا لترسيم الحدود البحرية، يتقدم إليها الجميع بمستنداتهم لتحسم الأمر، وعلى البرلمان أن يناقش هذه القضية من جميع جوانبها وبالمنطق أعلاه، بكل هدوء وتعقل ودون مزايدات نحن في غنى عنها، ودون مساس بالعلاقات المصرية السعودية، وهي علاقات مصيرية خاصة في الظروف التي تمر بها المنطقة حاليًا».
الجريدة الرسمية