مؤرخ لبناني: الأتراك أرادوا شطب الأرمن من تاريخ البشرية
أكد الأستاذ الجامعي والمؤرخ اللبناني، الدكتور صالح زهر الدين، أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي للإبادة الجماعية، في بريفان، أن الإبادة الأرمينية تعتبر أول وأكبر جريمة إبادة في القرن العشرين، لافتا إلى أنها جريمة العصر.
وأشار "زهر الدين" إلى أن قادة جمعية الاتحاد والترقي والملقبين بالاتحاديين، ظنوا أنهم قادرون على شطب الشعب الأرميني من التاريخ والمستقبل، من خلال المجزرة التي خططوا لها، وقاموا بتنفيذها بكل دقة، عبر عملية منظمة ومبرمجة، لاقتلاع الأرمن من جذورهم.
وأضاف أن حساباتهم كانت خاطئة، نظرا لأن العظيم لا ينتهي بمأتم، وأن الشعوب العظيمة لا تنتهي بمجرد مجزرة، وهو ما أثبته الشعب الأرميني، أنه أكبر من كل المجازر والإبادات التي تعرض لها عبر تاريخه الطويل.
وأكد المؤرخ اللبناني أن القضية الأرمينية التي كانت في بدايتها بحجم "كرة القدم" أصبحت بعد مائة عام بحجم الكرة الأرضية، وخاصة بعد أن اعترفت معظم برلمانات العالم، ومجالس الشيوخ بحقيقتها، كمجزرة إبادة، يجب أن يعاقب عليها القانون الدولي والمنظمات الدولية، الخاصة بالدفاع عن حقوق الإنسان وشرعيته.
وأضاف أنه يكفي في هذا الإطار أن الجريمة الإبادية لم تكن جريمة دينية بين مسلمين ومسيحيين، كما روجت لها بعض وسائل الإعلام التركية وأعوانها، في الوقت الذي كان يذبح فيه الأرمن بجانب الجوامع التركية.
ولفت إلى أن هذا كله يعد دليلا ساطعا على أن الصداقة العربية الأرمينية لها جذور تاريخية وعميقة يصعب اقتلاعها، والقضاء عليها مهما كانت المحاولات، وخاصة أن جمال باشا السفاح، صرح مرارا وتكرارا أنه سيقضي على الأرمن بالنار وعلى العرب بالتجويع.