ضباط متورطون في «المثلث الذهبي».. الدكش: «محدش يمد إيده عليا حساباتكم السرية عندي..أمال كنتوا بتاخدوا فلوس ليه».. مرتبات شهرية للضباط تصل لـ60 ألف جنيه.. رشاوى مالية لـ20 قياديا تص
كشف مصدر أمني مطلع عن أن قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية يجري تحقيقات موسعة مع عدد كبير من ضباط الشرطة العاملين بمديرية أمن القليوبية لمعرفة علاقتهم بعصابة الدكش المتخصصة في تجارة المخدرات والسلاح وارتكاب أعمال البلطجة وترويع المواطنين، وأوضح المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته أن تلك التحقيقات ربما تشمل 20 ضابطًا.
من جهته أكد مصدر مطلع في وزارة الداخلية أنه في ظل السياسية التي يتبعها اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بمعاقبة أي ضابط أو فرد شرطة يثبت تورطه في أي أعمال مخالفة للقانون أو تسيء إلى جهة عمله؛ فإنه يجري الآن التحقيق فيما تم تداوله عن تورط ضباط في مديرية أمن القليوبية في تقاضي مبالغ مالية من عصابة الدكش مقابل إفشاء أسرار جهة عملهم؛ الأمر الذي تسبب في استشهاد عدد من رجال الشرطة.
حملة أمنية
بداية الخيط كانت بعد تعدي أفراد عصابة الدكش على حملة أمنية سرية، كانت تقوم بها قوات الأمن بالقرب من «بؤرة الدكش»؛ ما أسفر عن مقتل النقيب إيهاب جورجي معاون مباحث الخانكة ومخبرَين اثنين، وإصابة 3 آخرين، وكذلك استشهاد المقدم مصطفى لطفي، رئيس مباحث شبرا الخيمة، في مأمورية سرية، لا يعلم بها سوى أفراد معدودين لضبط «كوريا» أحد تجار المخدرات أيضًا بالزاوية الحمراء بالقاهرة، حسب ما أكده شهود العيان بأن المتهم كان ينتظر الشهيد مصطفى لطفي خلف الباب، وأطلق عليه وابلًا من الرصاص، ما يؤكد أنه كان مستعدًّا له.
استبعاد ضباط كبار
وأصدر وزير الداخلية قرارًا باستبعاد كبار المسئولين بالبحث الجنائي منهم رئيس الفرع ووكيلا الفرع، من مناصبهم، وتكليف اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية بالبحيرة ليعمل بالقليوبية وفي أقل من ثلاثة شهور تم تصفية كوريا وضبط الدكش وأعوانه.
اعتراف الدكش
ويقول أحد شهود العيان أن "لدكش" نفسه اعترف أمام رجال المباحث والمواطنين، عندما تم ضبطه وأجبرته قوات الشرطة على السير مكبلًا بالأيدي داخل الجعافرة وسط المواطنين، وحاول أحد رجال الأمن سبه والاعتداء عليه؛ رد قائلًا: "محدِّش يمد إيده عليَّا حساباتكم السرية عندي، أمَّاال كنتوا بتاخدوا فلوس ليه؟".
التحقيق بمقر الوزارة
هنا أمر مدير أمن القليوبية السابق باصطحاب الدكش إلى مقر وزارة الداخلية للتحقيق معه بنفسه، لمعرفة المتورطين في إفشاء أسرار الحملات الأمنية؛ وهو ما تسبب في معرفة أفراد عصابة الدكش بالحملة الأمنية الموجهة إليهم وإطلاق النار على أفرادها؛ ما أدى إلى استشهاد النقيب إيهاب جورجي معاون المباحث ومخبرين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، وكذلك استشهاد المقدم مصطفى لطفي رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة في أثناء محاولته القبض على «كوريا» بالزاوية الحمراء بالقاهرة، حيث إن المتهم الثاني يسكن في الزاوية الحمراء، وهو من أفشى المعلومة إليه، بما فسره البعض بأن الأجهزة الأمنية تستهدف تصفية «كوريا» لا القبض عليه خشية إفشاء أسرارهم.
أسماء المتورطين
وأثبتت التحريات تورط كل من أحمد "ف"، معاون مباحث شبين القناطر ومهمته الاتصال التليفوني بأفراد العصابة لإعلامهم، بخط سير القوات الأمنية في الحملات الأمنية، مقابل مبالغ مالية تحول إليه عن طريق حساب سري، وتم اكتشاف أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالدكش وجميع أفراد العصابة به على هاتف الضابط وبينهم رسائل بالحملات الأمنية.
المتهم الثاني وهو محمد "م" ضابط نظامي كان موجود ويتردد بصفة مستمرة على بؤرة "الدكش" ويذهب ليلًا للسمر معهم، وهو ما أكده وكيل مصلحة الأمن العام للتحريات، وهو المسئول عن تحريات الضباط ورفع تقارير بها إلى وزير الداخلية.
مرتبات شهرية
وذكرت التحقيقات حول علاقات الضابطين المشبوهة أن المرتبات الشهرية التي كانوا يحصلون عليها تراوحت بين 50 و60 ألف جنيه شهريا، فيما كشفت التحقيقات أن أحد الضباط قام بإخفاء كوريا في شبرا الخيمة، بعد الملاحقات الأمنيه له لإطلاقه الرصاص على ضباط الشرطة بالخانكة.
20 ضابطًا متهمًا
وبإجراء التحقيقات مع الضابطبن المتهمين اعترفوا بأسماء أكثر من 20 ضابطًا منهم قيادات أمنية وضباط بأقسام شرطة قرى المثلث الذهبي، يتقاضى بعضهم رشوة مالية ثلاثة ملايين جنيه من عصابات الإجرام بالقليوبية لغض الطرف عن أعمال البلطجة وصفقات الصنف، نظير "تظبيط" بعض القضايا الوهمية لإلهاء الرأي العام.