سرب واحد وتغريدة واحدة
يعاني الوطن هذه الأيام من المؤامرات التي يغفل أو يتغافل عنها الكثير من المصريين.. ففي الوقت الذي تحاول فيه البلاد السباق مع الزمن للخروج من الأزمات تتوالي الضربات الموجعة والموجهة للشعب المصري لمحاولة عرقلته ومعاقبته على تأييده النظام والعمل على التفرقة والعداء بين مصر وأهم البلاد التي تقف بجوارها وتعاونها..
إذا كانت روسيا مصدرًا مهمًا للسياحة فلنقطعها ونجوع هذا الشعب.. وإذا كانت إيطاليا تساعدنا وهناك مشاريع كبيرة تتنباها لاستخراج الغاز من مياه البحر المتوسط.. فلنقف ضد هذا البلد ونمنعه عن المضي في هذا المشروع لأنه مشروع قومي يرفع من مستوى معيشة المواطن المصري الذي يجب أن نقهره حتى نتمكن من السيطرة عليه..
هذه القوى الخارجية أو الداخلية تتمتع بغباء واضح.. لا تحاول أن تلعب في الخفاء، فإسقاط طائرة روسية فوق سيناء معناه واضح.. ضد العلاقات المصرية الروسية، مقتل ريجيني الإيطالي أيضًا ضد العلاقات المصرية الإيطالية، لكن السنياريو في منتهى الغباء.. جثة بها تعذيب غير مسبوق شيطاني تلقى في الطريق لكي يجدها أي مار بالقرب منها.. هل يمكن للأمن الوطني أن يقوم بهذا التعذيب والتشويه؟ وإذا حدث هل يتخلص منها بهذه الطريقة لكي يدين نفسه؟ أما عن التوقف فهو دليل المؤامرة حين يقذف بهذه الجثة أثناء انعقاد مؤتمر يضم وفدًا إيطاليًا كبيرًا في القاهرة لينهي الوفد زيارته لمصر ويغادر البلاد بطريقة مسرحية، ثم تصرح والدة ريجيني «أنهم عذبوا ابني كما لو كان مواطنا مصريا»!! ثم تتلقفها والدة خالد سعيد لتواسيها..
فالحال من بعضه فقد نال ابنها من التعذيب ما نال الآخر طبعًا على يد الشرطة أو المخابرات، ويعلو الضجيج لكي تصبح قضية مقتل هذا الشاب المادة السائدة في الإعلام الأوروبي والأمريكي وتأخد طابعًا سياسيًا مما يزرع الشك في أهمية هذا الشاب لإيطاليا وتخوفها مما قد يكون قد أفصح به وشبهة عمله المخابراتي، في الوقت الذي تتجاهل فيه إيطاليا قضية اختفاء المواطن المصري "عادل معوض" لتظل حياة المواطن المصري رخيصة داخل بلده وأيضًا في الخارج.. لأن تحرك الإعلام المصري ضعيف وبلا خبرة وتبدأ ثمار هذه المؤامرة بقرار إيطاليا استدعاء سفيرها من مصر.
لا يجب أن يمر حادث خطف طائرة برج العرب مرور الكرام.. ولا تقتنع بأن رجلًا عبيطًا حاول خطف طائرة بحزام زائف.. لكن يبدو أنه تم تجنيد الرجل غير المناسب.. فلابد أنه كانت هناك خطة لاختطاف الطائرة والهبوط بها في تركيا.. وهناك تتم مساومة لتحرير الركاب ومن بينهم الأجانب مقابل إطلاق سراح قيادات من جماعة الإخوان..
ولنا أن نتصور مدى الضغط الذي كان سيحدث على مصر لإطلاق سراح البريطانيين مثلا والمطالبة بتسليم من لدينا في السجون ومدى التصعيد الدولي ضدنا، ووسط هذه المعارك تخرج بعض الطيور المارقة لتغرد خارج السرب.. تشكك في كل المنجزات والمشاريع الكبرى التي تخطط لها الدولة من خلال تويتات وعبارات العبث والتي للأسف يصدقها البعض..
وطالت هذه الحملة العلاقات المصرية السعودية مما أصاب المصريين بخيبة الأمل وفقدان الثقة في وحدة وتكاتف الشعب العربي، لتأتي زيارة الملك سلمان بردًا وسلامًا على قلوب المصريين وتبعث بالعديد من الرسائل في ملف العلاقات المصرية السعودية وإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وانطلاقة حقيقية لمواجهة تحديات غير مسبوقة وتحجيم الدور الإيراني.
وأثناء وجود العاهل السعودي وقبل أن تنتهي الزيارة بدأت أبواق التشكيك والتشويق واتهامات سخيفة حول جسر الملك سلمان والتبعية القانونية لجزيرتي "تيران وصنافير" في الوقت الذي أعلن فيه بالقاهرة أن اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين في خليج العقبة سوف تعرض على البرلمان للمناقشة والتصديق عليها أولا قبل التنفيذ وأن لجانًا فنيــة مشتركة ستبدأ أعمالها في وقت لاحق، علمًا بأن هذا الجسر يعتبر محورًا استراتيجيًا يحقق طفرة هائلة في الحركة السياحية والعمرانية بين البلدين من خلال المشروعات التي يمكن إقامتها على جانبي المحور الذي سوف يختصر الرحلة من القاهرة إلى مكة والمدينة إلى نحو ١١ ساعة فقط، بينما العبور على هذا الجسر لن يستغرق أكثر من ٢٥ دقيقة، وبجانب الفوائد الاقتصادية والتجارية فهو يعتبر جسرًا للربط المباشر مع كوبري السلام والأنفاق التي يجرى تنفيذها أسفل قناة السويس للربط بين المشرق والمغرب العربي، إذ لأول مرة سينطلق المواطن بسيارته من على ساحل الأطلنطي ليصل مباشرة إلى الخليج العربي.
فـإلى هؤلاء المعترضين دائمًا والمشككين في الإنجازات الاستراتيجية الكبرى أقول لهم رحمة بالوطن.. ويكفيه ما يناله من الأعداء وما يسقط من شهداء.. لتكن سربًا واحدًا وتغريدة واحدة، ولا تنسوا أن المستفيد والمدبر هو تنظيم الإخوان.