كلام آخر عن قتيل الرحاب (2)
ليست وقائع القتل قاصرة في ارتكابها على بعض أمناء الشرطة فقط.. هناك قتل يتم بواسطة آخرين لا علاقة لهم بالشرطة، وبعضهم صغير السن.. إلا ينبهنا ذلك إلى أمر أهم وأخطر يتعين أن نتنبه له الآن وهو تفشي ظاهرة العنف في المجتمع.
أن ما شهده المجتمع المصري منذ أكثر من خمسة سنوات من تطورات وتغيرات ساعد على انتشار ظاهرة العنف في المجتمع، وذلك بعد أن صار استخدام العنف في الإطار السياسي أو لتحقيق هدف سياسي مقبول ومرحب به من قبل بعض الفئات والمجموعات والجماعات.
لست هنا بصدد تقييم أعمال جماهيرية شهدناها، ولكننى هنا أتحدث عن عنف صاحب أو شاب هذه الأعمال الجماهيرية في إطار توجيه هذه الأعمال الجماهيرية إلى أهداف محددة، أو عنف منظم مخطط ارتدى ثوب العمل الجماهيري.. وهذا العنف الذي عشناه وبلغ ذروته في الأعمال الإرهابية من قتل وتدمير وتفجير وتخريب لابد أنه أثر بالسلب فى المجتمع وأسهم في إشاعة عنف لدى بعض أبنائه.. وهذا أمر يتعين أن يسارع خبراء علم الاجتماع وعلم النفس لدراسته، حتى نقي مجتمعنا من عنف خشية أن يتحول إلى ظاهرة تفسد ما نصبو إليه من إرساء قيم وقواعد العيش المشترك في مجتمعنا وهي القواعد والقيم التي تستند إلى قبول بعضنا البعض والاحتكام للقانون في أي خلافات بيننا مع اعتماد منهج الحل السلمي للأزمات ولن يتحقق ذلك إلا إذا اقتنعنا بقيمة المواطنة التي تساوي بين الجميع.
