خناقة تكاتك وطشت ونشطاء !
الجمعة..
قرر(محمد موسى) إجراء مُناظرة بين شيخين في برنامجه "خط أحمر"، وواضح أنه ضَل الطريق عمدًا، فاختار (محمد عبدالله نصر) الشهير بـ(ميزو) ليواجه (جُمعة محمد علي) الذي لم يختر اسمًا للشهرة بعد، لنتابع مُنافسة في قتال الهاردكور في مشهد افتقد لتعليق الراحل (ممدوح فرج) نجم المُصارعة السابق!.
(موسى) كان طيوبًا للغاية وضيفه (جُمعة) يقف ملوحًا بحذائه في وجه الآخر، أيضًا كانت المحطة كُلها سعيدة وهي تكتُب على الشاشة أن فلانًا يرفع حذاءه في وجه فلان على الهواء، قبل أن يرُد (ميزو) بشاكوش جابه من تحت الحَلَبَة في مشهد كان ينقصه الموسيقى الخاصة بدَخلة (جون سينا) الشهيرة!.
لا أعتقد أن إعلاميًا حقيقيًا يقبل بالجلوس إلى طاولته بينما يقف أحدهم بجواره مُهددًا الآخر بحذائه المرفوع على الهواء، اللهم إلا إذا كان في ذلك مصدر سعادة له بسبب الفرقعة المُنتظرة عند بعض المُشاهدين المُتلهفين لمُشاهدة تلك النوعية من المعارك في التليفزيون، بدل ما يتعبوا نفسهم ويبصوا من الشباك يتفرَّجوا على خناقة سواقين تكاتك تحت البيت والتي يقوم فيها سائق ميكروباص بدور الحكم!.
السبت..
لخَّص الناشط السياسي (خالد القاضي) حال مُحترفي المُظاهرات والثورات والفعاليات المشكوك فيها، خلال ظهوره في برنامج العاشرة مساءً، حينما انفعل غاضبًا ضد أكثر من مُشاهد لرفضه تقبُّل أي أسئلة أو مُلاحظات له رغم توجيهه لكُل الانتقادات المُمكنة وغير المُمكنة لكُل مسئول وشجرة ودُش حمَّام في البلد!.
شَخَط (القاضي) في أذن المُتصل هاتفًا بغضب ثوري نشيط غليظ: "إحنا اللي خلصناكم من (مبارك) ومن (مرسي)"، مُتهمًا المُتصلين بأنهم مدسوسون ومُتآمرون، والحمد لله أنه نسي إضافة تُهمة الحصول على تمويل خارجي للمُتصل، المُهم أن هذه هي مُشكلة النُشطاء، كُلهم يمتلك إيمانًا راسخًا بأنه صاحب الثورة ووكيلها ومقاولها المُعتمد، يقول للثورة كوني فتكون، رغم أنهم منذ ثلاث سنوات بيبوسوا رجلين الثورة لكنها لا تقوم لسبب بسيط وهو أن الشعب الذي أطاح بـ(مبارك) ثم (مُرسي) لا يرغب في الثورة الآن!.
مُشكلة النشطاء أنهم نرجسيون أنانيون، لم يؤمنوا أبدًا بدور الشعب بطل الثورة الحقيقي والوحيد، هُم يرون أن الشعب قاصر غير مؤهل لتقرير مصيره طالما أنه اختلف معهم ولفظهم، باختصار هُم لا يؤمنون بالديمقراطية رغم أنهم بينادوا عليها ويتشعبطوا فيها وقت الزنقة!.
الأحد..
في الصباح، شاهدت إعادة حلقة برنامج صح النوم، الزميل (محمد الغيطي) يعرض صورة لامرأة قال إنها مُديرة مدرسة لا تصلُح كمُربية في رأيه، المُشكلة أنها كما قال (الغيطي) نصًا "ترتدي عباءة خضراء ونظارة سوداء وصندل ملولو يُضيء في الظلام ويُظلم في النور وخمسة أمواه"، باختصار حصلت الست على كمية تقريز وتنبيط غير مسبوقين من (الغيطي) أمام أهلها وجيرانها والمُجتمع والناس!.
إذن حق الإعلامي الجالس على الهواء أن ينتقد أي شخص بهذا الشكل ويهين كرامته وكرامة أهله وأبنائه بدون محاولة الوصول للحقيقة أو الدوافع أو غيرهما، وفي نفس الوقت يُطالب الإعلامي الشُرطة - مثلًا - بأن تصون حقوق الإنسان، وتمتنع عن الاعتداء على المُجرمين أو المُشتبه بهم، بل يتم التحقيق معهم من جانب النيابة بكُل احترام، طيب حضرتك قبضت على صورة الست، وحققت معاها، وقُمت بإدانتها، ثم نفِّذت العقاب بلا رحمة ولا حتى محاولة للتحري عن حقيقة قد تكون مُغايرة.. ابدأ بنفسك يا عزيزي!.
الإثنين..
الإرهابي (طارق الزمر) يطلب العودة لمصر، (الزمر) إرهابي مُحترف، إرهابي يحمل كارنيه نقابة الإرهابيين، وبطاقته الشخصية مكتوب فيها أن المهنة إرهابي، ويبدو أن الإرهاب من بعيد لبعيد معادش جايب همُّه معاه، فقرر إنه ييجي هنا علشان يشتغل على ميَّة بيضا، أو بالأحرى حمرا!.
غدًا قد يتقدَّم المخبول (وجدي غنيم) بنفس طلب العودة، ويرجع لنا بالسلامة فاتح دراعاته، ونروح نستقبله عند وصوله للميناء راكب الطشت بتاع الست والدته التي اعتاد - هو وليس نحنُ - إقحامها في حواراته وتهديداته هي والطشت جنبًا إلى جنب!.
الثلاثاء..
قتيل جديد على يد أمين شُرطة، مُشكلة أمناء الشُرطة أنهم حصلوا على تدليل استثنائي مُتآمر مُنذ اندلعت ثورة يناير كان أكثره فسادًا إلغاء المُحاكمات العسكرية للمُخالفين والخارجين عن النظام منهم، فتحوَّلت هيئتهم الشرطية من هيئة عسكرية صارمة لهيئة مهلبية بالقشطة، تسمح لهم بإغلاق مُديريات الأمن والتجمهُر والإضراب وإطلاق الرصاص من السلاح الميري على اللي ميقولش صباح الخير!.
السبب هذه المرَّة كان الخلاف على كوب شاي، حضرته شرب الشاي وبحث في دماغه عن سبب مُقنع يدفعه لدفع المُقابل فلم يجد، حسس على سلاحه لقى الإجابة الوحيدة التي تصلُح لإنهاء الموقف ولإنهاء مُطالبات البائع بحَق الشاي، فراح شغال على طريقة تلبس عِمّة ده لدَه، السلاح والرصاص ملك الحكومة، وبتاع الشاي مش بتاع حَد، فليمنح هذا لذاك وخلاص، حاجة ببلاش كده، المُهم الجيب يفضَل عمران!.
الأربعاء..
قرأت خبرًا حول قيام أب بإطلاق اسم (صنافير) على مولودته، وفي الواقع لا يحق لنا التدخُل في هذه الأمور الخاصة، وكُل واحد حُر في إطلاق ما يشاء من أسماء على ذريته، حتى لو كانت هذه الأسماء قادرة على أن تجعل مُستقبلهم تعسًا مشوبًا بسُخرية البعض من مدى غرابة الاسم!.
ولا أعرف كيف يُمكن إطلاق أسماء الحوادث أو الأماكن على المواليد بهذه البساطة؛ فلم أتخيَّل مولودة تُسمى (نكسة) أو بنت اسمها (ثورة)، وإن كان عندنا ذكور اسمهم (حرب) وبنات اسمها (انتصار)، لكن ما أعرفه أن الأسماء لا يُمكن أن تتحوَّل لموضة وقتية نظرًا لالتصاقها بالطفل مدى الحياة بعد ذلك والموضات بتتغيَّر؛ لذا فإن انفعالا وقتيا هو أمر قادر على إدخال التعاسة الأبدية للمولود، وإن كُنا نحمد الله ونشكُر فضله لأن القانون يمنع إطلاق اسم جامع لعدة مواليد، وإلا كُنا شوفنا أب بيسمي ولاده (تيران)!.
الخميس..
بالأمس، وافق البرلمان على برنامج الحكومة ومنحها ثقة العمل وصَك الاستمرار، على الحكومة أن تسعى لترجمة هذه الثقة لنجاحات، وعلى اللي مش عاجبه إنه يشرَب من البحر حتى موعد أقرب انتخابات نيابية مُقبلة لكي يصنع التغيير الذي يرغب فيه بالذوق والديمقراطية وليس بالبلطجة التي انتهى عهدها!.
منح الثقة للحكومة من برلمان الشعب يجعلها قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لإيقاف كُل مظاهر الفوضى الاقتصادية والسياسية والإعلامية والأمنية، استنادًا لتشريعات قوية وضرورية من المجلس أيضًا، باختصار لازم الفترة المُقبلة نعيش في دولة تُكافئ المُجتهد وتُعاقب المُخطئ مهما كان اسمه، أو اسم قناته، أو المبلغ الذي قبضه بالدولار، أو عدد الأصوات التي حصُل عليها لما سقط في انتخابات الرئاسة!.