رئيس التحرير
عصام كامل

كلام آخر عن قتيل الرحاب!


من السهل أن نسرع ونهاجم الشرطة كلها على تورط أمين شرطة آخر في قتل مواطن جديد بعد أن أطلق عليه النار من سلاحه، بعد أن رفض تقديم كوب شاي له مجانًا مثلما كان يفعل مكرهًا في السابق، خاصة وأنه سبق تورط أمناء شرطة في عمليات قتل مواطنين عاديين أو إطلاق النار عليهم من أسلحتهم الشخصية.


لكن ذلك سوف يساعد فقط الذين يريدون هزيمة الحكم الحالي بالنقاط كما يقولون، أو زيادة الوقائع التي يستخدمونها الآن في صراعهم السياسي ضد هذا الحكم.. ولن يساعدنا ذلك في فهم سليم لمثل هذه الحوادث سواء بالنسبة للشرطة بشكل عام وتحديدًا بالنسبة لمجموعة أمناء الشرطة، أو بالنسبة لظاهر شيوع العنف في المجتمع.

أما بالنسبة للشرطة وأمنائها.. فإن ما يجمع واقعة أمين الرحاب وأمين الدرب الأحمر، شيء يتعين أن نتوقف أمامه، وهو لجوء أمين الشرطة إلى استخدام سلاحه وإطلاق الرصاص على مواطن عادي على إثر رفض هذا المواطن تنفيذ طلبات أو رغبات أمين الشرطة «كوب شاي مجانًا، أو نقل بضائع بسعر مخفض». 

وهذا يعني أمرين في وقت واحد؛ الأول أن عموم المواطنين لم يعودوا يقبلون ابتزاز أو تهديدات بعض أمناء الشرطة ورجالها، كما كان يحدث في الماضي، وهذا يتضمن إصرارًا شعبيًا على تصحيح علاقة الشرطة بالمواطنين. 

والثاني، أن أمين الشرطة الذي كان يستخدم وظيفته لإيذاء المواطنين لم يعد قادرًا على أن يفعل ذلك في ظل رفض من قيادة المؤسسة الشرطة لذلك، وبالتالي صار يلجأ في تهديد المواطنين إلى سلاحه الخاص.

ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية