رئيس التحرير
عصام كامل

البحث عن الحب

احمد الشبكى
احمد الشبكى

كثيرون يبحثون عن الحب، وغالبية العلاقات بعد فترة يتحدث طرفاها سواء لأنفسهم أو للآخرين بكلمات وإشارات تدل على أن الحب قد ذهبت حلاوته بعد فترة، وأنه لم يعد هناك أي شغف أو لهفة للطرف الآخر، وأنه تحول إلى شخص زائد على حياته؛ بل يتطور الإحساس لشعوره بان الطرف الآخر ثقل من أثقال الحياة بدلا من أن يهون عليه صعوباتها، وتنتهى معظم هذه العلاقات إلى الانفصال، سواء الانفصال الحسى مع استمرار العلاقه الرسمية أمام الناس والمجتمع، أو يحاول أي طرف أن ينتقل بإحساسه وحياته إلى أطراف أخرى، مكونًا علاقات خارجية أملا منه في الإحساس بلهفة وجمال الأحاسيس التي فقدها، أو تنتهى بشكل كامل، ويبدأ كل طرف في البحث من جديد عن أحاسيسه ومشاعره مع طرف آخر غير الذي يتخيل أنه قد خذل وأهدر مشاعره.


قد يكون على حق في هذا الإحساس، وقد لا يكون على حق، فقد يقع الكثيرون في النظر إلى الموقف، وكأنه الشخص نفسه لتصبح نظرته إلى الطرف الآخر عبارة عن مجموعة مواقف جارحة ومؤلمة، وتفقده رؤية أى إيجابيات قد تكون موجودة في هذا الطرف، فيصبح بالنسبة له عبارة عن شخص غير مرغوب في التعامل معه، والنظر إليه مجرد تذكر لكل الألم والأوجاع الحسية والقاتلة للمشاعر.

ولكن.. هل توقفت هذان الطرفان قليلًا لتأمل أصل العلاقة وكذلك أسباب هذا الإحساس؟

كل طرف من الطرفين ينطق هذه الكلمة التي يعبر بها عن مشاعره وأحاسيسه يكون وصف حالته، وأيضا أشار بحرف الباء إلى الطرف الآخر، أي أن طرفى العلاقة ينظران وينطقان نفس الكلمة من الاتجاهيين، لأنها كلمة من اليمين مثلما هي من اليسار.. أي أن الطرفين في انتظار المشاعر بنفس الشغف واللهفة.

فلا تعتقد أنك طرف في علاقة حب لتأخذ فقط، ولكن عليك إدراك أن هناك طرفا آخر يريد أن ياخد مثلما يعطى، فالحب عطاء بلا حدود دون طلب المقابل، فإن اتخذ الطرفان هذا المنهج سيستمتع الطرفان بأمواج العطاء التي لا تتوقف دون الإحساس بأى فتور أو رتابة في العلاقة.

أما إن فقد أي من الطرفين إحساس العطاء من الطرف الآخر، وشعر أنه دائما يعطى ولا يأخذ، سيكون العطاء بالنسبه له عبارة عن جروح لا تدمى ولكنها جروح عميقة يصعب الاقتراب منها، وهو ما نراه في الكثير من العلاقات التي دخل التوتر والرتابة طرفا ثالثا فيها، وتكون مثل الجروح التي لا تشفى فكلما اقتربت منها أو لمستها حتى ولو لمسة خفيفة يقفز صاحب الجرح من شدة الألم وكأنك قتلته.

أحيانًا تجد أحد الطرفين يتأثر من أقل كلمة أو إشارة غير مرضية له من الطرف الآخر في العلاقة، في حين تجده قد يتقبلها من أي شخص آخر، الكثيرون يطلقون عليها كلمة بالعامية وهى "بيتلكك " أظن أن المعنى العامى معروف، ولكن الأصل في هذا التصرف قد يكون لأن هذه التصرفات مثل القشة التي كسرت ظهر البعير، فتحمله للجروح الحسية والتي نتجت عن غوص سكين الإهمال في مشاعره وأحاسيسه قد تسببت في تمزيق أوصال الود والرحمة التي لابد أن تكون روابط هذه العلاقة.

ودائمًا علينا أن نتذكر أن "الإحساس والمشاعر في اتجاهين، فانظر فيما تقدمه من مشاعر، مثلما تدقق فيما تاخذ".
الجريدة الرسمية