خطاب من إسرائيل لإبراهيم عيسى !
"السيد الأستاذ إبراهيم عيسى.. الكاتب الصحفي الكبير.. نتقدم بعظيم الشكر لما تقومون به في رسالتكم الإعلامية التي تتبنى فكرة رئيسية طوال السنوات الماضية مفادها أنه لا توجد مؤامرة على بلدكم مصر.. وللحق نقول إن ذلك يوفر علينا جهدًا كبيرًا في إقناع جمهور المصريين بذلك.. لكنهـا عندما تأتي منكم تكون الفكرة سهلة التمرير والتصديق.. ليس لأنها تــأتي من مصري تصدقه قطاعات كبيرة ومهمة في مصر فقط ولكن لأنكم تدافعون عن فكرتكم بإقناع باهر ومبهر..
رغم أننا ونحن المشهود لنا بحسن التدبير لا يمكننا بأي حال أن نتفرج ومصر توقف الربيع العربي الذي تعثر في سوريا أيضًا لكن سوريا أمامها سنوات طويلة كي تعود دولة كما كانت وسنوات أخي كي نشكل خطرًا على دولتنا وشعبنا.. ودعمنا العلني لبعض فصائل المعارضة السورية لا يخفي على أحد، بينمــا يخفى على الجميــع طرق ووسائل دعمنا باقي الفصائل..
كما لا يمكننا أن نتفرج بعد أن أجهضت مصر مخططنا القديم لتفكيك المنطقة وهي تخطط لزرع سيناء بالبشر كما قال وزير تخطيطكم إن الخطة تسعى لتوطين 5 ملايين مصري في سيناء، ولا يمكن أن يمر مخطط تسكين دولة جديدة إلى جوارنا.. ولا يمكن أن نتفرج والعمل يجري بوتيرة متسارعة في مشاريع التنمية من محور قناة السويس بمشاريعه ومدنه السكنية بسحارات المياه أسفل القناة بمزارعه السمكية إلى ما تحققوه فوق جبل الجلالة إلى محطتكم النووية إلى توطين الساحل الشمالي بالمصريين بعد أن كان منتجعًا للكبار فقط إلى إعادة المصانع المغلقة والأخطر الأسلحة الهجومية التي اشتراها السيسي لأول مرة بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الأسلحة الدفاعية !
عزيزنا إبراهيم:
إن التسريبات التي تتم من وسائل الإعلام الغربية عن مخططاتنا تفضحنا وتحرجنا خصوصا بعد تسريب مخطط المستشرق الأمريكي البريطاني الأصل "بيرنارد لويس" الذي صرح بغباء في مقابلة صحفية نشرت يوم 20 مايو 2005 في عدة صحف ومواقع: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون ومفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور، فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر التوجه المتوحش فيها".
وكذلك ما حدث يوم الجمعة 4 أكتوبر 2013 عندما نقلت عدة وكالات أنباء دولية وصحف مختلفة تصريحات نسبت إلى رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق الجنرال المتقاعد هيو شيلتون ذكر فيها أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعمل على زعزعة استقرار الأنظمة في كل من مصر والبحرين ولا ما نشرته "ميدل إيست أونلاين" لما نشر في فبراير 2011 للباحث الأمريكي "مايكل كولينز بايبر" في موقع أمريكان فري برس أشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهيونية العالمية المعروفة "كيفونيم" للصحفي الإسرائيلي "عوديد ينون" المعروف بعلاقاته الوثيقة بالخارجية الإسرائيلية وأجهزة اتخاذ القرارات في الدولة العبرية ودعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي وإحداث انقسام فيها من الداخل إلى درجة تصل إلى "بلقنة" مختلف الدول العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية هذا كان تردادًا لذات الأجندة التي طرحها البرفسور الإسرائيلي "إسرائيل شاحاك" وهدفها تحويل إسرائيل إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية، وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الأوسط للهيمنة الإسرائيلية..
وأضافت "ميدل إيست" أن هذا المخطط سبق وتحدث عنه "بريجنسكي" قبل أن يصبح فيما بعد مستشارًا للرئيس كارتر للأمن القومي، وذلك في كتابه "بين عصرين" الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، والذي دعا فيه للاعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي ودعا إلى هيمنة رجال الدين وإشعال حروب الأديان والطوائف وتقوية التيارات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاوية الخلافات الدينية كما فضحنا الصحفي البريطاني جوناثان كوك في كتابه "إسرائيل وصراع الحضارات" الذي صدر سنة 2008 وتحدث فيه عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات ومحاولتها جعل تلك المقولة أساسًا لنظــرة العالم إلى مكوناته الأساسية لا سيما البلدان الإسلامية، وذلك سعيًا لإعادة صياغة الشرق الأوسط بأكمله على نحو مواتٍ لها ولمصالحها".
وكذلك ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 28 سبتمبر 2013 خريطة تظهر تقسيم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 دولة وغيرها من التسريبات وكل هذه التسريبات أستاذ إبراهيم صعبت مهمتنا في نفي مخططاتنا ولذلك عندما ننفي نحن لن يصدقنا أحد ومن هنا تأتي أهمية ما تقومون به "!!
هذه كانت رسالة متخيلة للأستاذ إبراهيم عيسى لو كنت مكان الإسرائيليين لا قدر الله لأرسلتها.. فلا نعرف سر تركيز عيسى على نفي وجود أي مؤامرة على بلادنا حتى أنه يبذل جهدًا كبيرًا في الحلقات الأخيرة لإثبات ذلك وفجأة أصبح العالم الغربي لديه كالحمل الوديع ويضرب أمثلة بزيارات غربية لمصر رغم أنه يعرف أن الغرب ليس شيئًا واحدًا ولا أمريكا شيئًا واحدًا كما أن إسرائيل أصبحت فجأة عنده كالحمل الأودع ولم تعد تفكر في دولة من النيل للفــرات ولا أصبحت دولة مجرمة ولا دولة معادية تخطط لتظل قوية منفردة بالتفوق؟!
لماذا يا أستاذ عيسى وباستماتة التركيز على نفي مؤامرة لا ينفيها أصحابها أنفسهم وقد يسهم ذلك في تمريرها بالكامل ؟؟!
عيسى والذي نأمل في عودته إلى صوابه إلا أنه حتى اللحظة يستحق العنوان أعلاه !!