رئيس التحرير
عصام كامل

أنا ضد أنا!


رغم أننى من المؤمنين بأن الإنسان قابل للتغيير وتغيير مواقفه، لأنه كائن يمتلك عقلا، إلا أننى مع ذلك لا أستطيع أن أخفى اندهاشى وتعجبى من التغير الذي طرأ في وقت قصير، في مواقف بعض الشخصيات الإعلامية التي كانت قبل شهور قليلة تصفق بحرارة للرئيس السيسي، ثم صارت تصغر وبشدة له الآن !


وليس سبب اندهاشى وتعجبى أنهم انتقلوا في غضون فترة قصيرة من صفوف المؤيدين الشداد للرئيس السيسي إلى مجموعات المعارضين أو حتى الكارهين له.. فهذا الأمر يدخل في نطاق الحرية السياسية لأى مواطن.. فمن حقه أن يؤيد ما ومن يشاء، وأن يعارض ما ومن يرغب.. ولكن مصدر اندهاشى وتعجبى أن هؤلاء المؤيدين السابقين للرئيس الذين صاروا معارضين الآن في سبيل تبرير- ولا اقول تفسير- معارضتهم الحالية له انقلبوا على أنفسهم..أي صاروا يرفضون ما كانوا يقبلونه أمس ويقبلون ما كانوا يرفضونه من قبل.

أمس كانوا يقولون مصر مستهدفة وتتعرض لمؤامرة كبيرة ضخمة..واليوم يقولون المؤامرة التي تتعرض لها مصر وهم من صنعنا لنغطى بها على أخطائنا الداخلية..

أمس كانوا يرفعون مشروع قناة السويس الجديدة إلى عنان السماء، واليوم صاروا يرونه مشروعا لم نكن في حاجة لتنفيذه وليس ضروريا..

أمس كانوا يشيدون بمشروع العاصمة الجديدة واليوم يرونه غير ضرورى وهناك الكثير من الأولويات تسبقه..

وامس أيضا كانوا يؤكدون أن الرئيس راغب في تصحيح الخطاب الدينى والمؤسسة الدينية تخذله. واليوم يرون أن الرئيس غير جاد في المواجهة الفكرية والدينية للتطرف..

ولذلك أخشى أن يخرج علينا هؤلاء اليوم منضمين للإخوان في اعتبار 30 يونيو انقلابا، بعد أن كانوا يعتبرونها أعظم ثورة في التاريخ.!
الجريدة الرسمية