«بروكينجز»: زيارة أوباما للسعودية تساعد في تجاوز الخلافات بين البلدين
تدهورت العلاقات السعودية الأمريكية منذ عام 2000 بسبب بعض الخلافات الجوهرية بشأن إسرائيل، وإيران وغيرهما، لكن زيارة الرئيس "باراك أوباما" للمملكة الأسبوع المقبل قد تساعد في معالجة تلك الخلافات والتأكيد على المصالح المشتركة، وفقًا لمؤسسة " بروكينجز" الأمريكية.
ولفتت المؤسسة، في تقرير لها، إلى تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية بدأت عام 1943 عندما زار الأميران فيصل وخالد البيت الأبيض بدعوة من الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت، عندما وافقا على قبول المساعدة الأمنية الأمريكية مقابل استمرار دخول شركات النفط الأمريكية للمملكة.
ولفتت المؤسسة إلى تأزم العلاقات عام 2000 عندما فشل الرئيس "بيل كلينتون" في جلب السلام بين سوريا وإسرائيل في مؤتمر السلام شفردستون، أو الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في كامب ديفيد.
وأشارت إلى شعور ولي العهد وقتها، الأمير «عبد الله»، أن «كلينتون» قد فشل في دفع إسرائيل قويا بما يكفي لتقديم تنازلات إقليمية، ويعتقد السعوديون أن الاتفاق مع سوريا في عام 2000 كان من شأنه أن يفصل دمشق عن إيران ويبعدها عن حزب الله ويمهد الطريق إلى اتفاق فلسطيني.
كما تسببت أحداث 11 سبتمبر في جعل الأمور أكثر سوءا، وتساءل الأمريكيون "لماذا هاجم 15 سعوديا الولايات المتحدة ولماذا يكرهها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن".
وعند تولي "أوباما" الحكم، كانت الرياض هي محطة "أوباما" الأولى خلال زيارته إلى الشرق الأوسط في عام 2009، ولم يكن الاجتماع مع الملك "عبد الله" ثريا ولكن "أوباما" وعده بمعالجة القضية الفلسطينية.
وجعل الربيع العربي الأمور أكثر سوءا، فكان الملك "عبد الله" يرغب في أن يقدم الرئيس "أوباما" كامل الدعم إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك حليفه القديم.
وبالمقارنة بين الملك الراحل "عبد الله" والحالي "سلمان"، ذكرت المؤسسة أن "عبد الله" كان زعيما حذرا غالبا ما يميل إلى تجنب المخاطرة أما الملك "سلمان" يبدو أكثر جرأة، وقد سبق له تجاهل الرئيس "أوباما" في أكثر من مناسبة عندما ذهب إلى الحرب في اليمن، وأقدم على تنفيذ العشرات من أحكام الإعدام ضد متهمين بالإرهاب وقام ببناء تحالف واسع يضم 34 دولة في مواجهة إيران.
واختتم "سلمان" للتو زيارة إلى القاهرة وعد خلالها بتقديم مليارات الدولارات من المساعدات والاستثمارات إضافة إلى جسر يربط بين البلدين يمر فوق مضيق تيران.
أما المصالح المشتركة، تؤكد حاجة الدولتين إلى بعضهما البعض، "أوباما" و"سلمان" لا يزال لديهما الكثير من نقاط الاتفاق والمجالات ذات الاهتمام المشترك، فقام الأول ببيع أسلحة بقيمة 95 مليار دولار إلى المملكة العربية السعودية، وهما شريكان معا في محاربة "داعش" الإرهابي وتنظيم القاعدة، كما أن ولي العهد الأمير "محمد بن نايف" هو شريك جيد في التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
وتستطيع واشنطن والرياض أيضا التعاون للحد من الأنشطة التخريبية لإيران وخاصة في دول الخليج حيث إن هناك خطرا جديا من أن تقوم إيران بتكثيف أنشطتها التخريبية، نظرا لأنها تملك الآن المزيد من عائدات النفط.