رئيس التحرير
عصام كامل

نعم كل إنجازات مصر بالصدفة!


أتفق تمامًا مع كل ما قاله المهندس خالد عبد العزيز لتبرير قراره بسفر جميع المتأهلين للدورة الأوليمبية 2016 إلى البرازيل من أن كل إنجازاتنا الأوليمبية السابقة بالصدفة، والحقيقة أنها معلومة مؤكدة؛ لأننا لم نخطط يومًا لشيء وحدث كما خططنا له، والإنجازات إما نتيجة وجود جيل من النجوم الموهوبين في فترة من الفترات تزامن مع وجود مسئول وصل إلى كرسيه بالصدفة أو قرعة خدمت لاعبًا وجنبته المواجهات القوية في مشواره..


ولكن يا سيادة الوزير ماذا فعلت حتى لا نجلس في انتظار أن تهبط علينا ثروة من السماء؟

الحقيقة أنه وطوال فترة عملي الصحفي لاحظت أنه لم يكن هناك شيء خاضع للتخطيط، وإنما هو نتاج حظ وبركة دعاء الوالدين وشدي حيلك يا بلد، وبمنطق الوزير خالد عبد العزيز فإن الدولة ستنفق ملايين الدولارات لعل وعسى يكون هناك صيد ثمين..

ولكن يا سيادة الوزير، أرى أن الأمر يحتاج إلى نظام إذا كنا فعلا جادين في الوصول إلى منصات التتويج بعيدًا عن نظريات الجهابذة الذين لا يجيدون إلا الكلام، والبدايــة لا بد أن تكون من ضرورة محاسبة المقصرين مهما كانوا، وأضرب لك مثــلا: ماذا فعلت مع اتحاد الكرة عندما فشل المنتخب الأوليمبي في التأهل لريودي جانيرو؟

ثم التصدي لمافيا الفساد داخل الاتحادات الرياضيــة التي تتخذ عضوية مجالس الإدارة من أجل التربـح أو الوجــاهة الاجتماعية والترفيه من خلال السفريات "عمال على بطال"، ثم ضبط الأداء داخل وزارتك من خلال تفعيل الإدارة المسئولة عن إصدار القرارات الوزارية الخاصة بالسفر للخارج، وألا تكون مهمتها محولجي، وهل يعجبك يا سيادة الوزير أن تكون هناك بعثــة من عشرة أفراد فيها رئيس الاتحاد والمشرف العام ومدير الفريـــق والإداري والطبيب وعضو اللجنة الفنيــة، ثم لاعب أو لاعبان فقط؟ أي أن الدولة تنفق قرابة الـ50 ألف دولار على سفرية لا يستفيد منها اللاعب إلا بخمسة آلاف فقط.

الحقيقة أن هناك أمراضًا كثيرة تعاني منها الرياضة المصريــة والجميع يلمسها، وأعتقد أنها تحتاج إلى ضمير حي قبل إصدار تشريعات قوية تقضي على الفساد من جذوره، ضمير يعمل لمصلحة هذا البلد بدلا من استغلال واستنزاف كل موارده "عمال على بطال".

وفي النهاية أنا محتار في غياب الدكتور حسن مصطفــى، رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليــد، وناصح الوزير الأول، وأذكره بما قام به منذ 20 عامًا، وبالتحديد قبل الدورة الأوليمبية 96 عندما كان سكرتير اللجنة الأوليمبية وقرر حرمان أي متأهل للأولمبياد إذا لم يعد بتحقيق أحد المراكز الثمانية الأولى، ووقتها لم يحقق أحد شيئًا، ولكِ الله يا مصر.. ولنا عــــودة.
الجريدة الرسمية