رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. جزر البحر الأحمر «الإبحار إلى الجنة»

فيتو

طبيعة ساحرة وجمال خلاب، وشواطئ رملية.. بيضاء ناعمة، مياه بكر عذراء زرقاء، وسماء صافية يعلوها طيور النورس ذات الأصوات الموسيقية، في داخل مياهها الشعاب المرجانية، والأسماك اللامعة الملونة، يري البعض أنها قطعة من الجنة على الأرض الذي أبدعت الطبيعة في رسم أجمل لوحاتها الفنية، بينما يراها آخرون أنها الفردوس المفقود.


أبدعت الطبيعة في رسم أجمل اللوحات الخلابة، والأماكن الساحرة من صنع الخالق على كوكب الأرض، وكأنها قطع حية من الجنة ـ "جزيرة الجفتون".. تعتبر من أكبر جزر البحر الأحمر، بعد جزيرة شدوان، وهي ثالث جزيرة من حيث الارتفاع، ويعيش في المياه المحيطة بها 196 نوعًا من الشعب المرجانية الصلبة تمثل 80% من التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية بالبحر الأحمر.

ويصل عدد أسماك الشعاب المرجانية والتجارية، التي تعيش حول الجزيرة نحو 794 نوعا، وهو ما يمثل أكثر من 65% من التنوع البيولوجي للأسماك، كما يعيش فيها نوعان من أهم الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمي، هما "العقاب النسارية وطائر النورس ذو العينين البيضاوين.

وتعشش على شواطئها السلحفاة الصقرية المنقار، إحدى أهم وأندر السلاحف البحرية على الإطلاق، حتى شوهد في الأيام السابقة بجوار الجزيرة أكبر أنواع أسماك القرش حجما، وهو "القرش الحوت".

وتشكل جزيرة الجفتون جزءا من أرخبيل ضخم، يضم ثلاث جزر، هي أبو منقار الجفتون الكبير، والجفتون الصغير" وتنتمي جميعها إلى عصر الأيوسين، وهو مايشير إلى أن عمرها لايقل عن 33 مليون سنة، وتتميز بكثافة الصخور والتركيبات الجيولوجية النادرة.

وفى هذا التقرير تقوم " فيتو " في جولة ساحرة لعشاق الطبيعة الخلابة، للتعرف على أهم جزر البحر الأحمر وأكثرها روعة " الجفتون" (الفردوس المفقود ).

على مركب الريس "نعمة "

دقات الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، الريس نعمة يسير، معلنا بدء رحلتنا بالمركب، متجهين نحو جزيرة الجفتون، والاستمتاع بشاطئها الرملى الممهد الخلاب، وهو من أجمل شواطئ البحر الأحمر، نقضى عليها ساعة ونصف تقريبا، ثم نعود إلى نقطة البداية، في الساعة الرابعة عصرا.

وفى عرض البحر، قبل أن نصل إلى الجزيرة، قمنا بعمل وقفة صيد "إسنوركل"، من على المركب، والنزول للسباحة والتمتع بالمناظر الرائعة لأسماك وشعب البحر الأحمر، ثم تحركنا ثانية إلى مكان آخر بعرض البحر، لنقوم بعمل وقفة الإسنوركل الثانية والسباحة، وبصحبتى في عرض البحر، اثنين من طاقم المركب، وبحارة ذو مهارة عالية.

الجفتون " الفردوس المفقود "

على بعد 11 كيلو متر من شواطئ مدينة الغردقة، تقع جزيرة الجفتون، ذات الطبيعة الخلابة، والرمال البيضاء الناعمة والطيور التي تشبه في أصواتها الموسيقية الكلاسيكية الهادئة، وتبلغ مساحتها أكثر من 17 كيلو متر مربع، وهى معلنة قانونيًا كمحمية طبيعية.

يوصف "حسن الطيب" رئيس مجلس إدارة جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة بالبحر الأحمر، الجزيرة قائلا: يغلب عليها الارتفاع في نصفها الشمالى، وتوجد سلسلة من التلال، يبلغ منسوب أعلاها 119مترا فوق مستوى سطح البحر تمتد من الشمال حتى منتصف الجزيرة، وتعتبر من أهم موارد الدخل لمحميات البحر الأحمر، مطالبًا بالبحث في استخدامها بطريقة أفضل من ذلك، مضيفًا أنها تلعب دورًا رئيسيًا في النمو السياحى والاستثمارى بمنطقة الغردقة، خاصة وأنها الجزيرة الوحيدة التي يسمح بالنزول عليها للسياح.

وكشف الطيب أن بداخل الجزيرة فتحة كبيرة، تمت بفعل نيزك، مؤكدا أنه لم اكتشافه حتى الآن، وإذا تم استغلاله، من الممكن أن يكون مزار سياحي، يأتى إليه السياح والعلماء، من جميع دول العالم .

محطة الطيور المهاجرة وطائر النورس

يقول حسن الطيب رئيس مجلس إدارة جمعية الإنقاذ البحرى، وحماية البيئة بالبحر الأحمر: إن جزيرة الجفتون من أهم الجزر في البحر الأحمر، لقربها من مدينة الغردقة السياحية، ولأهميتها البيئية نتيجة غناها بالشعاب المرجانية.

وأكد الطيب، أنها تستغل مناطق كثيرة منها، في أنشطة الغوص والسياحة والصيد، فضلًا عن كونها محطة استراحة وتوالد لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة، مثل النورس البحري، ومالك الحزين وخطاف البحر والطائر الشماط، والعقاب النسارية والنوارس ذات العيون البيضاء، والتي تقوم بالتعشيش عليها، مؤكدًا أنها تحتوى على أماكن لتعشيش السلاحف.

وأوضح الطيب، أنه نظرًا للمناظر الطبيعية الهائلة، والشواطئ الطبيعية الرائعة، والمناخ المعتدل طوال العام، أصبحت الجزيرة مقصدًا سياحيا هاما، وأصبحت تمتاز بشعبية كبيرة، لممارسة الرياضات المائية المختلفة، لاسيما الترفيهية مثل الغوص والغطس.

"الجفتون " ليست للبيع

أعادت قضية جزيرتي تيران وصنافير، وتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بين المملكة العربية السعودية ومصر، في خليج العقبة والبحر الأحمر، بيع جزيرة الجفتون إلى الأذهان من جديد، وتعود القضية إلى ما قبل 12 عاما، وتقريبا في أبريل 2004

يقول محمد عيد، أحد الغطاسين بالبحر الأحمر: اجتاحت حالة من الغضب والاستياء، المنظمات العاملة في مجال البيئة بالبحر الأحمر، عقب إعلان الحكومة المصرية، عزمها بيع جزيرة الجفتون، بعد أن طلب رئيس وزراء بريطانيا، شراء الجزيرة بعد رحلة بحرية شهدها.

وأضاف: شهدت الجزيرة حينها مظاهرة بحرية حاشدة، نظمتها جمعيات الغوص المصرية، وشارك فيها 100 لانش بحري، وألفان من الناشطين في مجال حماية البيئة، من المصريين والأجانب، الذين رفعوا شعارات تقول حافظوا "على جمال وطبيعة جزيرة الجفتون، الجفتون ليست للبيع، مما اضطر الحكومة إلى التراجع في الصفقة.

الجريدة الرسمية