رئيس التحرير
عصام كامل

الرؤية السياسية.. وإدارة الرأي العام


منذ زيارة الملك سلمان إلى مصر وحتى انتهائها أخذت قضية جزيرتي «تيران وصنافير» جدلًا كبيرًا بين أوساط المثقفين وبين الشباب وفى الأوساط السياسية، بل الطبقة الوسطى من الشعب المصرى كانت محور اهتمامهم، بل رأينا جميعًا دعوة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار مع بعض المثقفين وبعض البرلمانيين وبعض الشخصيات العامة، وفى الحقيقة في مقالى هذا لن أناقش القضية في حد ذاتها لأن هناك متخصصين من الجغرافيين ومن أساتذة التاريخ ومن أساتذة القانون الدولى والتي تمتلئ بهم الجامعات المصرية العريقة مثل قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة، وقسم الجغرافيا كلية الآداب جامعة عين شمس وأيضًا جامعة الإسكندرية على سبيل المثال لا الحصر، وأيضًا هناك الجمعية الجغرافية والتي تعتبر مركزًا للعلماء الجغرافيين على مستوى الوطن العربى وأيضًا الجمعية التاريخية والجمعية القانونية.


كل ما سبق ذكره من تخصصات وجامعات تعتبر مراكز خبرة ليس على مستوى مصر فقط وإنما على مستوى الوطن العربى، ومع ذلك لم نسمع إلى هؤلاء المتخصصين بشأن هذه القضية ولا نعرف هل تمت الاستعانة بهم عند أخذ هذا القرار أم لا، وأرجع أؤكد أن ما يشغلنى في هذا المقال هو كيفية طرح قرار سيادى وسياسي أيضًا في ظروف مناسبة وفى إطار بيئة قابلة لأى قرار يخص مصر وشعبها، وفى ظل مُتربصين بمصر لا يريدون لها أن تنهض، وفى ظل تحديات وتهديدات داخلية وخارجية على المستوى الإقليمى والدولى، بل في ظل تصدير أزمات إلى مصر لتركيعها اقتصاديا، مثل أزمة الطائرة الروسية وقضية ريجينى وفى ظل حروب الجيل الرابع التي تغزو ليس مصر فقط وإنما المنطقة العربية.

وفى ظل محاولات اليمين الصهيونى عرقلة طريق مصر للتنمية الشاملة وخاصة في سيناء، بل محاولات التأثير بالسلب فى علاقة مصر بالدول الأخرى وعلى التقارب المصرى السعودى، كل هذه حروب ليست حروبًا عسكرية وليست حروب الجيل الرابع التي يتحدث عنها كثير من المتخصصين وإنما هي حروب الجيل الخامس والسادس، فدائمًا المتربصــون لديهم البدائل ولديهم الخطط ولديهم الأمل دائمًا في محاولات بائسة لتركيع مصر، وفى اعتقادى وفى فن السياسة يؤخذ في الاعتبار عند إعلان أي قرار حيوى ومهم كيفية قياس الرأى العام ويُدرس متى يُعلن القرار بل توقعات مدلوله السلبى أو الإيجابى، وتوقيت إعلان القرار وما تأثيره فى الشرائح المختلفة من المجتمع وكيفية إدارة بل طرح السؤال قبل إعلان أي قرار وبعده... هل يُطرح على الحوار المجتمعى ومتى يُطرح وكيف ؟ بل كيفية إدارة الأزمة؟

بل توضيح الرؤية السياسية لأى قرار.. فنحن الآن في عصر الكوكبية وعصر السوشيال ميديا وعصر الأفكار والشائعات التي تطير بسرعة فائقة تتجاوز كل السرعات المتوقعة، كل هذه اعتبارات يجب أن توضع في الاعتبار في طرح قضية من القضايا المهمة، وأخيرًا وليس بآخر ليس عند الشعب المصرى أغلى من وطنه الحبيب، فالوطن هو البيت الكبير الذي يجمعنا رئيسًا وجيشًا وشعبًا وكل القطاعات، والبيت يجب على الجميع الحفاظ عليه بصورة شاملة وغير مجتزئة.
الجريدة الرسمية