رئيس التحرير
عصام كامل

«تواضروس» في حواره لـ«النهار».. مصر بها 30 مليون مواطن في «سجن الفقر»..المصريون غير مستعدين للمصالحة مع الإخوان..أزمة الأطفال المتهمين بازدراء الأديان حاجة تكسف..نسبة الأ

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

ناقش البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، العديد من القضايا والملفات المهمة على رأسها قانون بناء الكنائس، وأسباب الطلاق في المسيحية، كما تطرق لمناقشة قانون ازدراء الأديان، وموقف الكنيسة المصرية من سد النهضة، والتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك خلال حواره مع الإعلامية ريهام السهلي، في لقاء خاص له ببرنامج «يوم بيوم»، المذاع عبر فضائية «النهار اليوم».


نتائج عكسية
وقال بطريرك الكرازة المرقسية: إن تصاريح بناء الكنائس تستغرق أوقات طويلة جدًا، ولكن الأقباط يتميزون بالصبر الشديد على كل شيء.
وأضاف «تواضروس»، أنه لابد أن يكون قانون بناء الكنائس واضحا حتى لا يأتي بنتائج عكسية، لافتًا إلى أن وزارة العدالة الانتقالية انتهت من دراسة قانون بناء الكنائس، وتوقع أن يتم عرض القانون على البرلمان في شهر مايو القادم.

بناء الكنائس
وقال بطريرك الكرازة المرقسية،: «أخشى أن يكون قانون بناء الكنائس عبارة عن «تورتة مليانة زجاج» لذلك أطالب أن يكون هذا القانون واضحا.

وأضاف «تواضروس»، أن مصر قائمة على وجود مسيحيين ومسلمين والأقباط أقلية وطنية تعود جذورها للفراعنة، مشيرًا إلى أن الأقباط أثبتوا في كل موقف أن ولائهم لمصر وندرس تاريخ مصر في الكنيسة للأطفال والشباب.

علة الزنا
وقال بابا الإسكندرية، إن مقولة لا طلاق إلا لعلة الزنا ليست نصا في الإنجيل، ولكنها شرح لآيات كثيرة في الإنجيل، موضحًا أن التطليق يعني بطلان الزواج وهو يعني وجود سبب يجعل الزواج كأنه لم يحدث.
وأضاف «تواضروس»، أنه يسمح بالطلاق المدني لسبب الهجر لمدة 5 سنوات لو كان هناك أطفالًا و3 سنوات لغير ذلك، على أن تكون السنوات متصلة وليست منفصلة.
وأشار إلى أن القضاء سيحيل حالات الطلاق بسبب الهجر للكنيسة مرة أخرى لدراستها للسماح بالزواج لأحد الطرفين.

الإلحاد والشذوذ
وصرح بطريرك الكرازة المرقسية، أنه قرر إعداد كتاب واحد يخص قانون الأحوال الشخصة وأول فصل فيه يتضمن مبادئ مشتركة بين كافة الطوائف بخصوص الزواج.
وأضاف «تواضروس»، أن الإلحاد والشذوذ والإدمان ليسوا سببا للطلاق من الناحية النظرية، ولكن الكنيسة تدرس كل حالة منفردة، وإذا كانت هناك استحالة للمعيشة معًا يتم الطلاق.

ازدراء الأديان
وقال بطريرك الكرازة المرقسية، إن المحكمة لا تلزم الكنيسة بالزواج، لأن الزواج شأن كنسي تمامًا، لافتًا إلى أن هناك اقتراحا لإنشاء أسقفية للطفولة والتربية تكون خاصة بتعليم الأطفال.

وأضاف «تواضروس»،: «أزمة الأطفال المتهمين بازدراء الأديان حاجة تكسف.. وماينفعش القضاء المصري الشامخ يعلن حاجة زي دي.. وقانون ازدراء الأديان يحتاج تعديلات».

داعش ليبيا
وقال بابا الإسكندرية، إنه لا يصح أن يتم تداول الأمور الدينية في أروقة المحاكم، واقترح أن يتم تشكيل لجنة من حكماء المسلمين والمسيحيين تطرح عليهم القضايا التي تخص الدين.

وأكد «تواضروس»، أنه لم يشاهد فيديو ذبح الأقباط في ليبيا وأنه اكتفي بالصور، مشيرا إلى أنه لم يتوقع رد فعل مصر السريع على ذبح الأقباط في ليبيا، مضيفًا: «السيسي أخذ ثأر المصريين بضرب معاقل داعش بعد ذبح الأقباط هناك».

وطالب البابا العالم كله بالتكاتف في مواجهة قوى الإرهاب الغاشم التي تهاجم كل العالم بشكل عشوائي.

المصالحة مع الإخوان
وقال بطريرك الكرازة المرقسية، إن الجماعات المتشددة تتمسح في الدين وهناك مصالح تحرك هذه الجماعات في المنطقة، وتلك الجماعات هم أهل الشر، ويستهدفون أمن المواطن البسيط.

وأكد «تواضروس»، أن المدن السياحية في مصر تأثرت بشكل كبير بسبب الإرهاب الذي تشهده مصر في الفترة الأخيرة.

وعن التصالح مع جماعة الإخوان، أكد أن المصريين غير مستعدين للمصالحة مع جماعة الإخوان، لافتًا إلى أن الأمر في نهايته يعود للقيادة السياسية للبلاد.

الأقباط في البرلمان
وقال بابا الإسكندرية، إن نسبة الأقباط في البرلمان ليست تفضلًا من أحد، ولكنه وضع سليم لأنها تعبير عن الوضع الحالي، والبرلمان بدون أقباط ييجعله برلمان مشوه.

وأكد «تواضروس»، أن البرلمان الحالي لم يبدأ البرلمان الحالي مهامه لانشغاله بالأمور التنظيمية واللائحة الداخلية، متمنيًا أن يكون البرلمان الحالي على مستوى مصر.

وأوضح أن البرلمان الحالي عليه أن يقود ثورة تشريعية من أجل المستقبل، لأن مصر دولة كبيرة وهي أول وطن في العالم يعرف معنى الحكومة المركزية منذ قديم الزمن.

فوضى الإعلام
وقال بابا الإسكندرية،: إن الكنيسة المصرية تساهم في بناء الثقة مع الشعب الإثيوبي بعد تجريح البعض له، مؤكدًا أن علاقة الكنيسة المصرية ونظيرتها الإثيوبية جيدة.

وأكد «تواضروس»، أن دعوات تعديل الدستور ليست مناسبة في الوقت الحالي، ولابد من الاستقرار أولًا، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام بسن قوانين التعليم، وتنظيم فوضى الإعلام قبل الحديث عن تعديل الدستور.

قناة كنسية للأطفال
وصرح بطريرك الكرازة المرقسية، أنه سيعود لكتابة التغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يوم الأحد من كل أسبوع، مؤكدًا أن سبب ابتعاده عن مواقع التواصل الاجتماعي هو انشغاله بالأمور الكنسية.

وأضاف «تواضروس»، أن المرأة القبطية لها دور كبير في العمل التعليمي والاجتماعي داخل الكنائس، مؤكدًا أن القرن الـ 21 هو عام المرأة لأن النساء أثبتوا كفاءة كبيرة في العديد من المجالات.

وكشف أنه استطاع مؤخرًا تحقيق أحد أحلامه بإنشاء قناة كنسية خاصة بالأطفال تحت إشراف الأنبا مرقص، لافتًا إلى أن هناك أخطاء تربوية صغيرة ولابد من توعية المتزوجين وتدريبهم على مبادئ التربية السليمة.

الجلوس مع الأطفال
وصرح بابا الإسكندرية، أنه كان مسئولا عن لجنة الأطفال لمدة 7 سنوات قبل الجلوس على الكرسي الباباوي، مضيفًا: «أعتبر الجلوس مع الأطفال فسحة.. ولن يصدقني أحد إن قلت: إنني أتعلم منهم».

وأضاف «تواضروس»، خلال لقاء خاص له ببرنامج «يوم بيوم»، عبر فضائية «النهار اليوم»، أنه لم يتوقع زيارة الرئيس السيسي الأولى للكنيسة الكاتدرائية في يوم عيد الميلاد المجيد، ولكن في الزيارة الثانية توقع زيارته ولكن لم يكن لديه معلومة بها.

سجن الفقر
وقال بطريرك الكرازة المرقسية، إن الغرب يتعامل مع ملف حقوق الإنسان في مصر كـ"موضة"، والغرب لا يطالب أبدًا بحقوق الفقراء في مصر، لافتًا إلى أن مصر بها 30 مليون مواطن مسجونين في سجن الفقر.

وأضاف «تواضروس»، أنه كان يقصد بعبارة وطن بلا كنائس أن الوطن في المرتبة الأولى في أولوياتنا، مضيفًا: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».
الجريدة الرسمية