محمد العرابى: «أبو الغيط» قادر على تصويب المسار واعتراض قطر يصب في صالحه
قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق إن أحمد أبو الغيط الأمين العام الجديد للجامعة العربية يملك من الذكاء وقوة الشخصية ما يؤهله لقيادة الجامعة واستعادة مجدها الضائع!!، مشيرا إلى أن الخلافات بين بعض الدول الأعضاء من أبرز التحديات المتوقع أن يواجهها الأمين الجديد في بداية ولايته في الجامعة العربية.
وأوضح العرابى أن قطر وإن خرجت عن النص لكنها ليست عدوا ويجب احتواؤها تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي!!.. وإلى نص الحوار
> في البداية.. ما كواليس وأسرار محاولة قطر عرقلة اختيار أحمد أبو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية؟
لا توجد أسرار وجميع الكواليس كانت على مرأى ومسمع من الجميع، ويجب ألا نضخم الأمر، فكلنا كنا نتوقع محاولة قطر عرقلة اختيار الأمين العام أحمد أبو الغيط، فلم تكن المرة الأولى التي تعترض فيها قطر على أبو الغيط فقد اعترضت عليه من قبل عندما اقتربت ولاية الدكتور نبيل العربى على الانتهاء حيث تم الاعتراض على أبو الغيط قبل ترشيحه، فنحن لم نفاجأ بالموقف.
> ما دور الدبلوماسية المصرية في نجاح أبو الغيط وإفساد المحاولات القطرية ؟
كان للدبلوماسية المصرية دور كبير وفعال فالدبلوماسية المصرية صممت على ترشيحه ولم تفكر لحظة في تغييره، وكانت تركز على أن التصويت لا يتأخر على الإطلاق حتى لا يعرقل ترشيح أبو الغيط، فقد انتهى عهد سيطرة قطر في العالم العربى فالعهد القطرى الذي بدأ في 2011 مع ثورات الربيع العربي، آن الأوان أن ينتهي، فالعالم العربى وافق على شخص دبلوماسى مصرى له تاريخ، وقطر وحدها هي من اعترضت، وحتى اعتراضها صب في مصلحة أبو الغيط وليس ضده لأنه أعطى الانطباع بأنه الشخص الذي لا يقبل أية ضغوط من أحد وليس عرضة لأية ضغوط وسيسير بالجامعة العربية على الطريق الصحيح.
> ما أبرز التحديات التي يواجهها الأمين العام الجديد ؟
من أهم الملفات: الاعتناء بملف الأمانة العامة وإعطاؤه اهتماما كبيرا، فأبو الغيط من مزاياه الكبيرة القدرة على إدارة المؤسسات، ومن أهم العقبات التي ستواجهه ضعف القدرات المالية داخل الجامعة فيوجد عزوف من بعض الدول عن دفع الاشتراكات السنوية والتي تبلغ قيمتها بالكامل نحو 60 مليون دولار، وأعتقد أن قطر ستتعنت في دفع الاشتراك السنوى لها حتى تعرقل الأمور السياسية الفترة القادمة وتصطنع أي شيء لمحاولة إثبات وجودها،ولكن الجامعة العربية هي مجموعة من قادة وحكماء وسياسيين وأمراء العرب فالأمين العام ليس وحده هو الذي يحكم بدفع هذه الاشتراكات ولكن توحيد القوى العربية هو الأساس فمن أصعب الملفات التي يواجهها أبو الغيط هي الحالة المادية للجامعة العربية.
إلى جانب عملية تطوير الجامعة، وميثاقها الذي يحتاج إلى تعديل كبير، والمشكلات التي تحدث بسوريا واليمن والعراق عليه أن يحتويها مرة أخرى فالبعض يرى أنها خرجت من تحت مظلة الجامعة العربية خلال السنوات الماضية.
ومن أخطر الملفات أيضا: السرطان العربى الذي تمر به جميع الدول العربية وهو الإرهاب فالعمل العربى المشترك سيساعد كثيرا في مواجهته من خلال الفكر والتنمية الاقتصادية.
> وما نصائحك للأمين العام أحمد أبو الغيط ؟
العمل الجماعى هو الذي يقود العمل العربى المشترك وليس قيامه وحده بهذه المهمة أو سيطرته عليها فالمشاركة هو التي ستؤدى إلى النجاح، ويجب أن يسعى إليها، كما يجب التركيز على التكامل الاقتصادي، والاجتماعى والثقافى وموضوعات البيئة وحوار الشباب العربى وأن يتخذ الجامعة العربية نحو مناطق النجاح وليس مناطق الفشل أو بمعنى آخر مناطق صعب الوصول إليها الفترة الحالية حتى يحقق نجاحا في وقت قصير في ملفات عديدة تحتاج إليها الأمة العربية.
وعلى جانب التعامل مع الحكماء والقادة العرب فأبوالغيط يتمتع بشخصية فولاذية وكاريزما تجعله في كيان قوى وسط الدول العربية ويتمتع بروح عالية جدا منفتحا على الآخرين يستمع لكل الأراء ويستغل شخصيته الجذابة في الوصول إلى الآخرين، وأحيانا يتجه إلى أسلوب الصرامة في حديثه.
بالإضافة إلى التركيز على الإرادة العربية في اتخاذ القرارات الجذرية، واستغلال العناصر التي تتكون منها الجامعة العربية حتى نستعيد القوى العربية المشتركة/ والتركيز أكثر على الملفات غير التقليدية التي يتم الإنجاز فيها نجاحا في فترة قصيرة، على غير الملفات التي تمتاز بالرتابة، وأن يستمر على طريقته المحببة لدى معظم الأشخاص، وإدارة الجامعة بالحب فسوف يواجه أشخاصا من دول مختلفة وشخصيات مختلفة، فكل الدبلوماسيين المصريين طوال الوقت سيدعمون ويساعدون الأمين العام أحمد أبو الغيط وقت احتياجه لنا.
وأتمنى ألا يصاب بالإحباط فالتحديات كثيرة والمشكلات كبيرة وصعبة وتحتاج لوقت والخلافات العربية أكثر، وأقول له أنت الآن ممثل ووزير خارجية العرب أجمع وليس وزيرا لمصر فقط.
> هل من الإنصاف تصنيف الجامعة العربية بأنها كيان فاشل أو عاجز وأنها لا تشبه الاتحاد الأوروبي؟
على الإطلاق فالجامعة العربية أفضل بكثير من الاتحاد الأوروبي ليس إنصافا أن نصنف الاتحاد الأوروبي أفضل فنحن نتميز بالعديد من الأشياء التي لا يمتكلها الاتحاد الأوروبي ونمتلك مقومات وعناصر تؤهلنا أن نكون أفضل منهم ومن أهمها تحدثنا جميعا لغة واحدة، كما تجمعنا ديانة واحدة وتربطنا عادات وتقاليد واحدة ولكن ينقصنا فقط الإرادة والوحدة للقيام بكيان قوي.
> وهل توجد أسباب تؤدى إلى خروج إحدى الدول من تحت مظلة الجامعة العربية؟
طبعا.. مثل التدخل في الشئون الداخلية لدولة أخرى.
> 7 أمناء مروا على أمانة جامعة الدول العربية هو السبب الرئيسى وراء عدم الوصول إلى حلول حقيقية في القضايا العربية المطروحة على الساحة مثل القضية الفلسطينية والعراق؟
أعتقد أن الديناميكية التي يتميز بها أبو الغيط ستؤهله إلى حل المشكلات العربية فبدون التواجد بالقوى العربية لحل القضايا العربية فسيصبح العالم العربى مفعولا به فقط وستتدخل جهات خارجية لإشعال الفتن بين شعوبه.
فعدم الوصول إلى حلول خلال السنوات الماضية ليس فشلا ولكن المشكلات والقضايا صعبة للغاية وثورات الربيع العربى ساعدت كثيرا في التوصل إلى حلول خلال الـ5 سنوات الأخيرة أو على قدر الإمكان محاولة إدراك القضايا والوقوف على أهم تحدياتها.
> ما تفسيرك لمحاولة السودان طرح تدويل منصب الأمين العام في اللحظات الأخيرة؟
السودان بالنسبة لى أعتز به جدا كدولة وكبعد إستراتيجى فيجب ألا نعطى تفسيرات تؤثر على علاقتنا به فعلاقتنا بالسودان قوية يجب أن نعتز بها.
> ما تداعيات اعتبار الجامعة لحزب الله تنظيما إرهابيا على الجانب المصرى ؟
لم تؤثر بأى شكل على جامعة الدول العربية أو مصر ولكن ستؤثر على الأوضاع في لبنان فالجامعة تسير في طريقها ولكن ستؤثر على بعض الدول داخل الجامعة.
> ما رؤيتك المستقبلية لجامعة الدول العربية ؟
مع الأمين العام الجديد أحمد أبو الغيط سيشعر العالم العربى أجمع بتغيير جذري، فهو الشخص الذي إذا دخل أي مكان لا يبحث إلا عن النجاح، سواء كان سفيرا أو وزير خارجية أو نائبا لعمرو موسى في يوم ما،، وهو شخص استراتيجى ويملك سجلًا حافلا من الإنجازات والخبرات.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لملحق "فيتو"