تحذير.. لا تتجاهلوا الرأي العام (3 )

ليس الرئيس السيسي وحده الذي يشكوا من عدم التزام الإعلام بالأصول والقواعد المهنية.. نحن أيضًا نشاركه تلك الشكوى ونحن أعنى بها نحن الصحفيين والإعلاميين الذين نمثل الاتجاه الغالب في الصحافة والإعـــلام.

ولكن خروج الإعـــلام عن الأصول والقواعد المهنية لا يسأل عنه فقط هؤلاء الإعلاميون الذين يروجون الأكاذيب والشائعات ويستخدمون ألفاظًا تدخل في نطاق السب والقذف ويحولون شاشاتهم إلى خناقات على الهواء وإنما من يتركهم ليفعلوا تلك الجرائم دون محاسبة ويساعده أحيانًا بالتزام الصمت والسكوت حينما يتعين الحديث ويتحدث حين يتوجب السكوت..

وهنا أقصد تحديدًا الدولة بكل مؤسساتها الآن من سلسلة تنفيذية وسلطة تشريعية وأيضًا منظمات غير حكومية وفي مقدمتها نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين تحت التأسيس.

الدولة بكل مؤسساتها تأخرت في تأسيس ما نص عليه الدستور من مجالس هيئات تنظم العمل الإعلامي والصحفى لتأخر صدور القانون الذي ينظم تأسيس هذه الهيئات وطريقة تشكيلها واختصاصاتها وصلاحياتها.. والدولــة بكل مؤسساتها وفي مقدمتها السلطة التنفيذية تتعامل مع الرأي العام بطريقة لا تراعي فيها أنها لم تتحدث معه سوف يتحدث معه غيرها، وإذا لم تقدم له المعلومات الصحيحة سوف يقدم له غيرها من المعلومات الخاطئة والمغلوطة.. وقبل ذلك لا تتعامل الدولة أيضًا مع الرأي العام باعتباره صار ذكيًا ولا يستمع لمن يتذاكى عليه أو يعامله على أنه ذكاءً محدودًا..

ولو تم تصحيح كل ذلك سوف نحاصر الأخطاء المهنية في الصحافة والإعــلام.. وسوف نكشف مرتكبيها ونجعلهم منبوذين أمام الرأي العام ونفقدهم تأثيرهم فيـــه.