طقوس احتفال «اليهود» بـ«عيد الفصح».. فرض الصيام على الذكور.. أكل الخبز دون الاختمار.. التفاف العائلات حول «السيدر» في «ليلة المنهاج».. تلاوة المزامير وإقامة الص
في مثل هذا اليوم من كل عام، يبدأ أولى أيام عيد الفصح لليهود، وهو عيد الخروج من مصر الفرعونيّة بقيادة النبي موسى، حيث أنقذ الله تعالى بني إسرائيل من عبوديّة مصر القديمةِ لهم، هاربين بكل ما تحملوا من صعوباتٍ للخروج من مصر، وخلال هذا العيد يقوم اليهود بالصلاة التقليدية الخاصة بهم، وتجمع الآلاف عند حائط المبكى، الواقع أسفل باحة الحرم القدسي، والذي يعد أقدس الأماكن اليهودية.
شعائر الاحتفال بالعيد
ولليهود بعض الشعائر الخاصة التي يحيونها في هذا العيد، منها أنهم حين جاء توقيت خروج بني إسرائيل من مصر، لم ينتظروا اختمار الخبز، بل أخذوا خبزًا غير مختمر، ووفقًا للشريعة اليهودية، يكون اليوم الأول، والآخر من العيد، عطلة يحظر فيهما القيام بأي عمل، أما الأيام الخمسة بينهما فيوصى بها بالاستراحة، كما يُفرض الصيام على الذكور، الذين تتجاوز أعمارهم عامًا، قبل حلول العيد بيوم؛ تذكيرًا بفضل الله الذي حمى الأبكار اليهود من الضربات العشر في مصر.
وليشعروا بتحررهم من وزر العبوديّة، تجتمع العائلة في مأدبةٍ بعد صلاة (العشاء) مباشرةً، وتدعى هذه الاحتفاليّة (السيدر)، والتي تعني (ليلة النظام أو المنهاج)، وتتم الصلوات الاحتفاليةِ الابتهاليّة في الكنيس، ابتهالًا بالندى خلال فصلي الربيع والصيف، وأيضًا يقومون بتلاوة المزامير.
فرعون موسى
وفيما عن فرعون موسى الذي شغل الكثير من العلماء المتخصصين في حضارات مصر والشرق الأدنى القديم، فتم الإشارة إلى العديد من الشخصيات بكونها هي فرعون موسى.
رمسيس الثاني حياته وحكمه
وكان رمسيس الثاني، أو «رعمسيس»، الاسم الذي يراه علماء الآثار الأصح، أكثر الشخصيات التي يراها الأغلب بكونها الفرعون، فهو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر، حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م، حتى 1212 ق.م، صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر، ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عامًا، وتولى حُكم مصــر عام 1279 قبل الميــلاد وهو في الخامسة والعشـرين من عُمــره تقريبًا.
فرعون موسى
وتبرهن الآراء التي ترى بأن «رعمسيس الثاني»، هو فرعون موسى، بعدة نقاط، منها إدعاء رمسيس الثاني الألوهية، ومساواته للإله آمون،« إله المصريين القداماء في ذلك الوقت»، فضلًا عن ذلك دللوا على رأيهم بما جاء في بعض الوثائق التاريخية بأن رمسيس الثاني تمت تسميته بألقاب الألوهية، مثل(الإله الطيب ( الله ) - سيد الأرضين– سيد السماء– عماد السماء وقوام الأرض، أنه حياة العالم كله، – سيد الأبدية، خالق الكثرة، بارئ البشر»، وغيرها.
غزوات رعمسيس الثاني
أما من خلال النظر في غزوات «رمسيس» وحروبه وإنجازاته المعمارية، قالوا إن رعمسيس الثاني قام بالعديد من الأعمال المعمارية والفتوحات والحملات حتى السنة الست والعشرين من حكمه، ولكن فيما بعد ذلك فلا شيء يذكر، ومن هنا جاء الربط بأن تلك الفترة انشغل رمسيس الثاني بعد يوم الزينة في السنة 27 من حكمه، وما أصابه من ضربات خلال الأربعين سنة الباقية من حكمه التي توالت واحدة تلو الأخرى فانشغلوا بما أصابهم الله من رجز ثم رحمة ثم رجز.
مرنبتاح فرعون موسى
ومن جهة أخرى، نجد تعارض مع الرأي الذي يفترض بأن فرعون موسى هو رمسيس الثاني، فهناك من يراه الملك «مرنبتاح» خليفة رمسيس الثاني، فيما أن الملك مرنبتاح نفسه قد قدم صك براءته من هذه النظرية، حيث كان تاريخ خروج موسى قبله بمئات السنين، وذلك بما نقشه على لوحته الشهيرة والتى تعرف بـ«أنشودة النصر» والتي تباهى فيها بانتصاراته على كل ما يحيط به من ممالك .
أحد رجال الهكسوس
واستمرارًا للرؤى التي أحاطت بـ«رمسيس الثاني»، ترى آراء أخرى أن رمسيسي الثاني، ما هو إلا أحد رجال الهكسوس، ويستدلون أصحاب ذلك الرأي بأن حادثة غرق فرعون وجيشه لم تدون على الجدران المصرية وهذا حدث جلل من المفترض أن يهز الأمة المصرية، فضلًا عن عدم تواجد اسم فرعون في أي خرطوشة ملكية، مضيفين أن أسماء هامان وقارون ليست بالأسماء المصرية القديمة، بينما هناك من قال أن «أحمس الأول» 1550 ق.م هو فرعون موسى، ثم هناك من يفترض كذلك أن «توت عنخ آمون» هو موسى.
عدم وجود دليل
وفي هذا السياق، يقول عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين العرب ومقرر لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة: "إنه لا يوجد أي دليل مادي على النقوش الكتابية المصرية القديمة تشير إلى أحد الأنبياء، أو فرعون موسى"، مؤكدًا أن الوجود اليهودي في مصر ظهر بعد عصر بناة الأهرام ب1000 سنة، مشيرًا إلى أن الأهرامات بنيت في القرن ال25 ق.م، موضحًا أن كل ما زعم بافتراضية كون فرعون الخروج هو رمسيس الثاني، كلام عار من الصحة.
أما عن ما ذكر بكون الملك «مرنبتاح»، هو فرعون الخروج، قال «نور الدين»، إنه لا أحد يعلم من هو فرعون موسى، مشيرًا إلى لوحة «إسرائيل»، أو لوحة «النصر»، والتي جاء بها انتصارات الملك »مرنبتاح»، حيث تعد الأثر المادي الوحيد الذي جاء إلينا ويشير إلى كلمة إسرائيل، فضلًا عن إشارتها إلى إحدى القبائل الإسرائيلية بفلسطين، موضحًا أن تلك اللوحة عرفت بهذا الاسم نظرا لما تصوره البعض من ورود اسم (إسرائيل) على اللوحة، متابعًا، أن ذكرها لا يعني أن الملك «مرنبتاح» الذي حكم مصر نحو 1224 ق.م، حتى 1212 ق.م هو فرعون الخروج".