تظاهرات الجمعة.. المخطط والأهداف كاملة !
السؤال: هل يعتقد أحد أن تظاهرات اليوم الجمعة، قادرة على تغيير النظام في مصـــر؟ الإجابة المؤكـــدة بالنفي القاطع.. إذًا ما الهدف منها؟ الهدف منها حسب نيـــة كل من يرغب في المشاركة فيها، فهناك غاضبـــون بشكل حقيقي ووطني ونزيه وشريف وهؤلاء لن يقبـلون أي استثمار لموقفهم.. ولكن هناك أيضًا من يتظاهر لأسباب أخرى لا علاقة لها بالوطنيــة من الأساس.. هناك من يريد إدخال النظام من مشكلة إلى أخرى ومن مأزق إلى آخر وبما بتسبب في إرهاق الدولة المصرية فلا تقوى على معارك جديدة فتختصر قضية التمويل الأجنبي وتغلقها إتقاءً لشرها ولردود أفعالها..
وكذلك سيتظاهرون لجلب المزيد من الاتهامات للنظام المصري، فلا يقوى على تحمل تبعات أحكام جديدة أو تنفيذ أحكام قديمة ضد قيادات الإخوان وبعض النشطاء الآخرين، وبالتالي يكون المطلوب أيضًا اليوم فتح الطريق إلى عودة التظاهر بالدعوات المباشرة وتجاوز قانون التظاهر نفسه واعتباره كأن لم يكن، وبالتالي هز هيبة النظام وبما ينذر بإدخاله إلى دوامة الاحتجاج المتوالي، وبالتالي إلى سكة عدم الاستقرار من جديد!
لماذا أعلنت جماعة الإخوان المشاركة فيها رغم أن إعلانها قد يدفع الآخرون إلى التراجع عن المشاركة فيها؟ الواقع يقول إن المطلوب هو الإعلان عن وجود الجماعة مجددًا على قيد الحياة باعتباره الشرط الأول لاستمرار دعمها دوليًا وخصوصًا بعد مكافأتها أمريكيًا برفض اعتبارها جماعة إرهابية وكان عربونا جيدا لخدمات مطلوبة، وبالتالي وبكل تأكيد فالجماعة تعرف أن هناك من سيتظاهر معها وهي تدرك أن المظلة الأمريكية تضمها مع آخرين يرون ضرورة التنسيق معها ولو بالأمر المباشر ممن يمول ويدير من الخارج !
ويبقى السؤال أيضًا: ما الهدف من تظاهرات اليوم؟
وللإجابة ينبغي الحديث عن الظروف المحيطة بالتظاهرات، ففضلا عن الاتفاقيات مع السعودية فخلال الــــ 48 ساعة القادمة من المقرر أن يصل أكبر وفد ألماني يضم أكثر من مائة رجل أعمال من كبار رجال الأعمال في ألمانيا، وكذلك وصول الرئيس الفرنسي ومعه أكبر وفد يذهب إلى خارج البلاد ومعه رؤساء أكبر ستين شركة فرنسية ومعهم عقود مهمة وعندما يجتمع التعاون مع بلد ما لكل من ألمانيا وفرنسا وهما القيادة الحقيقية والمؤثرة لأوروبا فيجب لأجراس الخطر أن تقرع عند إعداء هذا البلد وعند إضافته إلى بعض الملامح التي تقول إن منطق الأشياء سيدفع روسيا إلى الإسراع بإنهاء أزمة مقاطعة طيرانها لمصر للتدخل المباشر لإفشال المؤامرة الأمريكية لتركيع مصر وربما عادت في مايو القادم أو حتى يونيو على الأكثر خصوصًا أيضًا أنه وقبل ساعات اتهمت روسيا تركيا بدعم الإرهاب واتهمت أمريكا بتسريب وثائق بنما، وهو ما يعني ضرورة تنسيق المواقف بين الحلفاء ضد محور الشر السابق!
من المنطقي أن يقول أحدهم إنه لولا اتفاق عودة جزيرتي تيران وصنافير ما كانت تظاهرات اليوم وهذا صحيح شكلا إلا أننا هنا نجزم باستعداد الإخوان مقدمًا للأزمة والتخطيط لإشعالها وتجهيز الخرائط والفيديوهات القديمة والتي شملت خطبًا وأغاني وتسجيلات برامج وبانرات على مواقع التواصل الاجتماعي وعناوين صحف قديمة تتصدى للاتفاق وبما يستحيل معه توفيره بعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق مع السعودية والتقت المصالح والأهداف مع آخرين فكان ما كان من حملة غير مسبوقة على قضية واحدة..
والسؤال: هل تم تسريب الاتفاق من الجانب السعودي ؟ أم من تنصت الأمريكان على كل شيء في المنطقة ؟ أم من إبلاغ إسرائيل بالاتفاق قبل إنجازه لاتصال الموضوع باتفاقية كامب ديفيد ومنه إلى خدم أمريكا في المنطقة ؟
أيا كانت الإجابة فالتظاهر مقرر سلفًا والمطلوب صور للقمع الحكومي ومشاهد عنف ودماء ربما تفسد زيارة الألمان والفرنسيين وخصوصًا أن عشرات من المنظمات الحقوقية المشبوهة تستعد من الآن ببيانات الإدانة التي ستصدر في بلدان أوروبية بما يحرج ألمانيا وفرنسا ويشعل الموقف في إيطاليا أكثر وأكثر!
هل هذا كل المطلوب ؟
لا.. المطلوب استمرار الضغط بكل الطرق -كل الطرق- للوصول إلى رفض البرلمان الاتفاقية وعندئذ دخلنا جميعًا في حسبة مختلفة وتعقيدات أخرى نتركها لحينها !