رئيس التحرير
عصام كامل

تحذير.. لا تتجاهلوا الرأي العام «٢»


أمس قال الرئيس السيسي في لقاء الأسرة المصرية، إنه آثر لمدة ثمانية أشهر عدم إثارة موضوع تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية علنًا أمام الرأي العام لتجنب ما يمكن تسميته «اللغط» الذي ثار بعد إبرام هذا الاتفاق وتحمل بصدره هذا الأمر.. لكن ذلك يا سيادة الرئيس لم يكن هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع الرأي العام المصري بعد يناير ٢٠١١..


الرأي العام المصري يحتاج ألا يترك فريسة لمن يريد أن يضلله أو يوجهه توجيهًا خطأ أو يخدعه ويغرر به.. الرأي العام المصري كان يحتاج في هذا الموضوع تحديدًا -موضوع تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية- أن يتم تحضيره من خلال إحاطته علمًا بهذا الأمر حتى لا يصحو ذات يوم على من يقول له إننا فرطنا في جزيرتين من الجرز المصرية ونخرج له مما يعتبره وثائق أو أحاديث تاريخية في هذا الصدد، بينما لا يخرج مسئول مصري ليرد ويوضح الأمر بعد مرور أكثر من ٢٤ ساعة.

إن أغلبية المصريين كانوا لا يعرفون شيئًا عن جزيرتي صنافير وتيران، ليس فقط الصغار في السن هم الذين لا يعرفون، وإنما عدد ليس قليلا من كبار السن كان لا يعرف شيئًا أيضًا عن الجزيرتين حتى تم إبرام اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.. وهذا أمر كان يجب أن يضعه المسئولون المصريون في اعتبارهم..

كان يتعين عليهم تمهيد الرأي العام لمثل هذا الإنفاق بإعلامه أولا بأمر الجزيرتين ووضعيتهما تاريخيًا، ثم بضرورة وأهمية تعيين الحدود البحرية، ثم بالمفاوضات الدائرة مع السعودية في هذا الشأن.. وكان ذلك يمكن أن يتم على مدى الثمانية أشهر التي التزمت فيها الإدارة المصرية الصمت.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية