أنظمة العمل الحديثة
كنت في لقاء مع أحد العاملين بمجال البرمجة بشركة "جوجل"، والذي تحدثنا فيه عن طرق الإدارة التي يمكن من خلالها زيادة الولاء للمؤسسات وزيادة إنتاجيتها فكان من صديقي أن عرض بعضًا من النمــاذج.
بعض من هذه النماذج أن تطلب الشركة من الفرد ٤ أيام للعمل وباقي الأسبوع له، ومنها أن تقوم الشركات بعمل كل الخدمات التي يريدها الفرد من مكان للنوم ظهرًا أو جيم أو خدمات الأسرة أو أن تقوم الشركات بإتاحــة استغلال مواردها في إتمام أعمال شخصية للفرد في محل عمله يومًا واحدًا في الأسبوع أو القيام بتعليم الفرد الموسيقى كما يشاء، وفى النهاية يطلبون من الأفراد أن يقوموا بتقديم كل ما يقلق تفكيرهم إلى الإدارة لكي يقوموا بالحل بعيدًا عن الموظف الذي يبقى تفكيره متفرغًا للعمل دون أن يكون عليه أي أحمال خارجية تقلل وتشتت تفكيره.
فكرت كثيرًا فيما عرفنى به صديقى والذي كان من المعجزات في بيئات العمل لدينا، إذ أن الواقع مختلف تمامًا فالضغوط على الموظف تفسد عمله ويتبعون نظم الدفع نحو الهدف بطريقة تفسد تحقيقه وسط تحديات كثيرة وأنه لو اتبعنا ما تقوم به بعض الشركات التي شهد لها بالكفاءة لكان أفضل لنا.
إن تقادم نظم العمل لدينا ترك أسوأ الأثر على إنتاجية الأفراد وفى الوقت الذي تتجه فيه الشركات إلى تمكين العاملين بها تتجه بعض الشركات إلى إضعاف الفرد مما يترتب عليه ضعف إنتاجيته.
لابد من تفهم رغبات العاملين والتعامل معهم على أساس مختلف ليس حرية بلا قواعد وبلا معايير وإنما نظام يسمح للموظفين بالإبداع في أعمالهم عملا بالولاء لمنظماتهم وإحساسًا منهم بالملكية.
إننا أمام ثورات هائلة في الإدارة تتكفل بالعاملين حتى تتفرغ عقولهم إلى التفكير في أعمالهم ويكون أفضل للمؤسسات فريق عمل متفرغ للعمل بالعقل والقلب..