السيسي يتهم الإعلام بإثارة الأزمات.. يؤكد خطأه في التعامل مع ملف سد النهضة.. يحمله مسئولية تضخيم أزمة ريجيني ويؤكد: إحنا اللي صنعنا المشكلة.. وخبيرة إعلامية تحذر من الاعتماد على أخبار مواقع التواصل

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع ممثلي فئات المجتمع المصري على أن الإعلام كان له دورًا في إثارة بعض الأزمات وتضخيمها، منتقدا أداءه في قضية الطالب الإيطالي وجزيرتي تيران وصنافير وسد النهضة.

تعامل الإعلام مع الأزمات

وعن قضية الطالب الايطالى ريجيني قال السيسي: إن ما نشر في الإعلام المصري في هذه القضية «يخوّف»، قائلا: «إحنا اللي بنعمل كده في نفسنا وإحنا اللي صنعنا مشكلة الطالب الإيطالي».

وأضاف "السيسي": أن ترويج وسائل الإعلام للأكاذيب والادعاءات، هو من صنع الأزمة الحقيقية في مقتل الشاب الإيطالي، مؤكدا على أن حرية التعبير مكفولة للجميع، ولكن دون المساس بالدولة واستقرارها.

ووجه السيسي انتقادات لمواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، بعد إعلان تبعية جزيرتي «تيران» و«صنافير» إلى المملكة العربية السعودية، وإطلاق حملة على موقع «آفاز» لجمع 20 ألف توقيع للتنديد بإعلان تبعية الجزيرتين إلى السعودية.

وعن أزمة سد النهضة، أشار إلى أن الإعلام أخطأ في التعامل مع القضية، موضحا أن تناول ملف سد النهضة في الداخل كان له أثر سلبي على الدولة المصرية، قائلًا: "اوعوا تكونوا فاكرين إن تعاملكم مع سد النهضة كان في مصلحتنا بالعكس أبدًا، ولكنكم عشان جوه مصر فأنتم مش عارفين إحنا اتأذينا أد إيه بلا حدود في أي موضوع بنتكلم فيه بلا ضوابط".

وشدد «السيسي» على ضرورة التزام الإعلاميين بالمعايير المهنية في طريقة النشر عن القضايا القومية، قائلا: «أنا قولتلكم من أول يوم أن انتوا طرف من المعادلة، وأنا مش هحاسبكم على أفكاركم أو توجهاتكم لإن دي حريتكم، بس بلاش يكون مصادركم هي وسائل التواصل الاجتماعي».

تضخيم القضايا

وفي نفس الإطار قالت ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية: إن الإعلام بالفعل أثار العديد من الأزمات التي أكدها الرئيس في تداوله شائعات غير مؤكدة بين الصحف المصرية، معتمدين في مصادرهم على التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن الإعلام ساهم في تضخيم قضية الطالب الإيطالي، دون انتظار الانتهاء من التحقيقات.

الأخلاقيات لم تنفد

واستكملت: " يحتوي الإعلام الجماهيري على قواعد وأخلاق مهنية، ولكن لم يتم تطبيقها عمليًا، مشيرة إلى أن الاعتماد على مصادر مطلعة في نشر الأخبار غير مهني ويعتبر خطأ فادحا، مطالبة بعدم نشر أي أخبار لا تتطرق لاسم المصدر، فبعض المصادر ترفض ذكر أسمائها وهذا حق مكفول، ولكن ينبغي على الإعلامي اللجوء إلى مصدر آخر يوافق على ذكر اسمه وخاصة فيما يخص القضايا التي تمس الأمن القومي.

دور الإعلام

وتابعت: أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دورًا كبير في نشر الفتنة وإثارة الأزمة، والأصعب من ذلك أن الإعلام يعتمد عليها في أخباره، مستنكرة نشر بعض الأشخاص أخبار على حسابهم الشخصي والاعتماد عليها بعد ذلك كمصدر للمعلومة".

واختتمت قائلة: " إن دور الإعلام يتلخص في بناء وعي المواطنين، لدفعهم إلى التفكير وتشغيل العقل، وترك مهمة استقصاء الحقائق للمشاهد وليس للإعلام، حتى لا يخضع الجمهور للحرب النفسية التي تثار عليه ".