رئيس التحرير
عصام كامل

وادي دجلة وأخواتها !!


منذ فترة ليست طويلة فتحت ملف الأندية الخاصة في مصر وقلت إنها (ريان جديد) على الساحة المصرية وحذرت من حدوث كارثة لو لم تتنبه الدولة وتقف لأصحاب هذه الأندية رغم أنها لم تعد ملكهم وضربت العديد من الأمثلة منها وادي دجلة ودريم وبلاتينيوم وإيزي سبورت وغيرها..


وقلت إن أعضاء هذه الأندية ضحايا ومجني عليهم وعلى الدولة ممثلة في وزير الرياضة سرعة التحرك من أجل إنقاذ الضحايا، ولكن بعد لقاء مع المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، تـأكدت أن أحدًا لن يتحرك، طالما أنه مقتنع أن رجال الأعمال بنوا أندية وأن أحدًا لم يضرب مواطنًا على يده من أجل الاشتراك ثم يطالب المواطن بجمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة وهنا يستنكر الوزير هذا الأمر!!

وعبثًا حاولت إقناعه أن رجل الأعمال عندما يبني عمارة ويقوم ببيع الشقق لم تعد العمارة ملكه بل أصبح هناك اتحاد ملاك يدير العمارة، وهو نفس الأمر في الأندية الخاصة، وطالما أن العضو دفع فأصبح مالكًا وليس مستأجرًا ومن حقه أن يدير أمر ناديه..

كتبت حلقتين عن مافيا الأندية الخاصة في مصر... ومن ضمن ما قاله الوزير أيضًا إن هذه الأندية ليست للوزارة أي ولاية عليها خاصة أن إشهارها من قبل وزارة الاستثمار والفرع الوحيد المشهر لنادي وادي دجلة، هو فرع المعادي وأنا هنا أتوقف عند نقطة في منتهى الخطورة وهي تجاهل الوزارة وإهمالها في وضع هذه الأندية تحت سيطرتها وقلت للوزير هل يعقل أن أقوم بعمل مدرسة خاصة دون الرجوع لوزارة التربية والتعليم والحصول على الرخصة والتأكد من أن المباني مناسبة والمناهج تتوافق مع مناهج الوزارة ؟! هل يعقل أن أقوم بعمل مستشفى خاص دون ترخيص وزارة صحة ؟!

وأنا هنا أرى أن الأندية أخطر من الصحة والتعليم لأنها تشكل وجدان الشباب وطالبت بأن تضع الدولة يدها عليها قبل فوات الأوان وليس من المعقول أن من لديه مشكلة يضرب رأسه في الحائط لأن أصحاب هذه الأندية بلا رقيب..

مرة أخرى أقول إن الأمر ليس وادي دجلة فقط، ولكن هناك أكثر من مائة نادٍ في بر مصر مشهرة بعيدًا عن الشباب والرياضة وتحتاج تدخلا عاجلا من الدولة قبل فوات الأوان وقبل أن نبكي على اللبن المسكوب..
الجريدة الرسمية